قال مسؤولون وتقارير إخبارية الاثنين إن الكثير من الهنود استخدموا أخر برقياتهم على الإطلاق ليطلبوا من رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج وضع حد للفساد في البلاد، حيث يأتي ذلك في الوقت الذي تتوقف فيه الهند عن استخدام تلك الخدمة التي يمتد عمرها ل 163 عاما. واحتشد مئات الأشخاص أمام 75 مكتب تلغراف في البلاد يوم أمس الأول الأحد لإرسال رسائل تذكارية للعائلة والأصدقاء، ونشرت الصحف صورا تظهر موظفي تلغراف بدوا متأثرين يعانقون بعضهم بعضا. واصطحبت كثير من الأسر أطفالها إلى مكاتب التلغراف ليروهم ما هي البرقية، وقال آر. كيه أوبادهياي، رئيس شركة اتصالات بهارات سانشار نيجام المحدودة التي تديرها الدولة: "أرسلت آخر برقية في الهند في وقت متأخر من يوم الأحد. لقد أوقفنا الخدمة" وأضاف "لقد وزعنا موظفين إضافيين في مكاتب التلغراف لمواجهة التزاحم" وذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" اليومية أن هناك سيلاً من البرقيات لرئيس الوزراء سينج تقول له: "ضع حدا للفساد، امنحنا الحرية"، يشار إلى أن صورة حكومة سينج تأثرت بفضائح فساد واسعة النطاق، بما في ذلك قضايا مثيرة للجدل مرتبطة بشركات الاتصالات وتراخيص تعدين الفحم التي تكلف الحكومة مليارات الدولارات. وحتى تحسن الخدمات الهاتفية في تسعينيات القرن الماضي، كانت البرقيات هي أسرع وسيلة للاتصال في حالات الطوارئ، لا سيما في المناطق النائية في البلاد، ولكن مع تحسن خطوط الهاتف واستعمال البريد الإلكتروني والهاتف المحمول، كانت خدمة البرقيات تكلف الدولة خسائر فادحة، مما جعل شركة اتصالات بهارات سانشار نيجام المحدودة تعلن أنها سوف تتوقف عن تقديم هذه الخدمة.