أعلن الجيش المصري مقتل عشرة مسلحين «جهاديين» في شبه جزيرة سيناء، فيما قُتل أمس ثلاثة من الشرطة وجُرح مثلهم بهجوم على مكامن. وعلمت «الحياة» أن مئات المسلحين اعتقلوا خلال الأيام الماضية بعد تصاعد وتيرة هجماتهم منذ عزل الرئيس المنتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين» محمد مرسي. وكشف مسؤول عسكري ل «الحياة» أن قوات الجيش قتلت في مواجهات خلال اليومين الماضيين «عشرة مسلحين جهاديين» في سيناء وأوقفت «نحو 650 من العناصر المسلحة والجهاديين، وتم إيداعهم السجن الحربي في مدينة عجرود في محافظة السويس». ولفت إلى أن بعضهم جُرح خلال المواجهات مع قوات الجيش والشرطة، مشيراً إلى أن «بينهم عشرات الفلسطينيين وبعض الجنسيات الأخرى». وكانت قوات الأمن أوقفت 150 فلسطينياً تسللوا إلى سيناء عبر الأنفاق الحدودية من قطاع غزة، وقالت إنهم كانوا يرتدون زي الشرطة العسكرية. وأوضح المصدر أن الجيش يستعد لتوسيع عملياته لا سيما في مدن شمال سيناء، التي تصاعدت فيها عمليات المسلحين، مشيراً إلى أنه «تم تطويق مدن رفح والعريش والشيخ زويد بالآليات العسكرية، وسنقوم بعمليات نوعية انتقائية إذ أن المسلحين في تلك المدن يختبئون في منازلهم أو مع عائلاتهم، ونخشى سقوط ضحايا من المدنيين». وكانت الدفعة الثانية من التعزيزات العسكرية للجيش وصلت أول من أمس إلى شمال سيناء وستصل دفعات أخرى من الآليات الثقيلة ذات التقنية العالية تباعاً. وكانت قوات الجيش بدأت قبل أيام تنفيذ هجمات على منطقة جبل الحلال في وسط سيناء. وشرح المصدر استراتيجية العمليات في هذا الجبل الذي يعد أحد أهم معاقل الجهاديين، موضحاً أنه «يتم الاعتماد على مروحيات الأباتشي القتالية في القيام بطلعات جوية لرصد أماكن اختباء المسلحين، قبل شن هجمات بالصواريخ على تلك البؤر، بعدها تتوجه قوات الصاعقة لاقتحام تلك البؤر وتصفيتها». وأشار إلى أن «العمليات تواجه بصعوبات أبرزها أن المسلحين دشنوا شبكة أنفاق أسفل جبل الحلال يختبئون في داخلها»، مشيراً إلى أن «الجيش كان يرغب في مهاجمة الجبل بطائرات أف 16 القتالية لدك الجبل على ما بداخله، لكن إسرائيل اعترضت إذ أن الطائرات القتالية تحتاج إلى مساحة للدوران والمناورة وهو ما يحتم دخولها المجال الجوي الإسرائيلي». ولفت إلى أن «قوات الجيش اكتشفت اختباء مسلحين داخل شبكة الانفاق التي تربط قطاع غزة بمدن شمال سيناء»، مشيراً إلى أن «مدينة الشيخ زويد على وجه التحديد تعيش على شبكة أنفاق يستخدمها المسلحون، يخرجون من تلك الأنفاق لتنفيذ هجمات على تمركزات الأمن قبل أن يعودوا للاختباء في داخلها». وأوضح أن «الأنفاق باتت بيوتاً لهؤلاء... اكتشفنا عدداً من الأنفاق الضخمة في داخلها مسلحون، وبعد تبادل لإطلاق النار نكتشف أن في داخل النفق سيارات دفع رباعي وكميات من الاسلحة الثقيلة والمتفجرات، ناهيك عن أسرة ومراتب وبعض المستلزمات المعيشية». وكان الجيش أعلن في بيان اكتشاف 39 فتحة نفق على الشريط الحدودي مع قطاع غزة على مدى الأيام العشرة الماضية وبداخلها كميات من البضائع المعدة للتهريب إلى غزة. وواصل مسلحون أمس هجماتهم على تمركزات قوات الشرطة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة مثلهم، وأوضح مصدر أمني أن مجنداً قتل برصاصة في الرقبة في هجوم على قسم شرطة مدينة العريش (شمال سيناء)، كما قتل رجل شرطة في إطلاق نار أمام منزله، فيما قتل آخر وأصيب ثلاثة في هجوم على قسم شرطة مدينة الشيخ زويد. وشهد محيط مطار العريش تبادل إطلاق نار كثيفاً بين عناصر مسلحة كانت تختبئ داخل منطقة مزارع مواجهة للمطار وخلف مستشفى الحميات القريبة من المطار ونقطة تفتيش أمنية تتمركز أمام المطار، استمر ساعات قبل أن يفر المسلحون إلى مناطق زراعية قريبة من موقع الأحداث. وأعقب ذلك ظهور مروحيات في الأجواء لتتبع سير المسلحين وتحديد الطرق التي يسلكونها.