واصلت «قوات الحماية الشعبية» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» توسعها في السيطرة على مناطق في شمال البلاد، في وقت أعربت أنقرة عن «القلق» من سيطرة حزب قريب من «حزب العمال الكردستاني» على مناطق قرب حدودها، وحذر «الائتلاف الوطني السوري» و «الجيش الحر» في بيان مشترك المعارضين من الوقوع «في فخ التناحر»، داعين الى عدم «الانجرار الى معارك جانبية تعيق تحقيق اهداف الثورة». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بمقتل «19 مقاتلاً على الاقل من جبهة النصرة وعشرة مقاتلين اكراد منذ اول من امس، في الاشتباكات العنيفة المستمرة في محافظة الحسكة» النفطية في شمال البلاد، وذلك بعدما تمكن مقاتلو «الحماية الشعبية» من طرد عناصر «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و «النصرة» من مدينة رأس العين (سري كانيه باللغة الكردية) على الحدود مع تركيا، وتضم غالبية كردية. ونقل ناشطون في رأس العين عن سكان امتعاضهم من تصرفات «جبهة النصرة» و «الدولة الاسلامية» ازاء الاهالي، لا سيما منذ بدء شهر رمضان، اذ يمارسون ضغوطاً كبيرة عليهم ليلتزموا الصوم، ويعترضون النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب، ويتشددون في تطبيق الشريعة الاسلامية، فيما «العادات والتقاليد السورية مختلفة». وقام متشددون بالرد على طردهم من المدينة الواقعة في غرب الحسكة، بقصفها بالصواريخ المحلية الصنع. كما شن مقاتلو «النصرة» و «الدولة الاسلامية» هجمات على حواجز للمقاتلين الاكراد في بلدتي تل عرو وكرهول امس. وأوضح «المرصد» في بريد الكتروني: «سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي على قرية قصروك جنوب ناحية جل آغا (الجوادية) بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي النصرة الذين كانوا يتمركزون في القرية، ووردت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، وعن تدمير المقاتلين الاكراد عربتين للنصرة، بينما دارت اشتباكات بين الطرفين في منطقتي تل علو وكرهوك». وكان المقاتلون الاكراد سيطروا كذلك على اجزاء من منطقة السويدية التي تضم آباراً للنفط. من جهته، اكد الجيش التركي ان مقاتلي حزب كردي سوري على صلة بمتمردين أكراد في تركيا استولوا على بلدة حدودية سورية بعد اشتباكات استمرت أياماً مع مقاتلين إسلاميين. وقال في بيان ان رأس العين سقطت في يد «حزب الاتحاد الديموقراطي» الذي وصفه بانه «تنظيم إرهابي انفصالي». وأطلقت القوات التركية النار على مقاتلي الحزب في سورية بعد سقوط قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من سورية على موقع حدودي على الجانب التركي. وتتخوف انقرة من ان يؤدي ظهور منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي في سورية إلى تشجيع المتمردين الأكراد الذين يقاتلون من أجل حكم ذاتي في تركيا. وأبدى وزير الخارجية احمد داود اوغلو قلقه من امتداد أعمال العنف إلى حدود بلاده الجنوبية، ودعا مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف. وفي خطوة هي الاولى من نوعها، اصدر «الائتلاف الوطني» و «الجيش الحر» بياناً مشتركاً اعتبرا فيه ان «الأنباء الواردة من المنطقة الشرقية حول الاقتتال بين الإخوة في المنطقة تدعو الى الاستغراب والاستنكار من قبل الشعب السوري الذي ما زال يخوض نضاله بمواجهة آلة النظام الهمجية القاتلة». وحذر البيان «جميع الإخوة من الوقوع في فخ التناحر على هذه الأسس التي يغذيها النظام المجرم في شكل أساسي، وللأسف ينجر إليها البعض مرتكزاً على حسابات سياسية أو مصلحية آنية وضيقة من خلال تصرفات بعض الأفراد والمجموعات أو الحركات التي تحمل أفكاراً وأجندات تلبي مطامعها ومصالحها فقط، أو من خلال تصرفات بعض المجموعات غير المنضبطة والتي تحمل أجندات وأفكاراً غريبة عن الشعب السوري الذي ما عرف يوماً إلا التسامح والتعايش والسلام». ودعا الطرفين في شرق البلاد الى البقاء ضمن «التوجهات الأصيلة للشعب السوري البطل في مواجهة كل ما يدبّر ضد الثورة السورية العظيمة ووحدة الشعب والتراب الوطني السوري، والتمسك بالمبادئ الأصيلة لهذه الثورة في الحرية والعدالة والكرامة، وعدم الانجرار إلى أي معارك جانبية ستساهم حتماً في إعاقة وصول الشعب السوري إلى أهدافه المشروعة لنيل حريته وبناء سورية الجديدة لكل السوريين».