ارسل قيادي في حركة «طالبان باكستان» خطاباً من أربع صفحات مطبوعة إلى الفتاة الباكستانية ملالا يوسف زاي، ابدى فيه أسفه لتعرضها لاعتداء العام الماضي وحضها على العودة الى بلدها. وأطلق مسلح من «طالبان باكستان» النار على ملالا التي تبلغ من العمر حالياً 16 سنة في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، فيما كانت عائدة من مدرستها في وادي سوات شمال غربي باكستان. ونقلت إلى بريطانيا للعلاج ولم تعد منذ ذلك الحين بسبب مخاوف من تعرضها لاعتداء جديد. وخاطبت ملالا العالم في كلمة مؤثرة في الأممالمتحدة في يوم الجمعة الماضي، وقالت إن القلم أقوى من السيف. وحصلت وسائل إعلام باكستانية الاربعاء على نسخة من الخطاب الذي ارسله القيادي «الطالباني» عدنان رشيد الى ملالا وفيه استشهد بفلاسفة وسياسيين، وقال إنه تمنى لو كان قد طلب منها مبكراً «الامتناع عن نشطات مناهضة لطالبان» لتفادي الهجوم عليها. وكتب الخطاب باللغة الانكليزية بتاريخ 15 الجاري، أي يوم الاثنين الماضي، وأكدت الحركة صحته، وان كان القيادي «الطالباني» اكد في الخطاب انه يتحدث بصفة شخصية. وقال رشيد لملالا: «كل مشاعري تجاهك مشاعر أخوية لأننا ننتمي كلانا الى قبيلة يوسف زاي». وأضاف: «عندما تعرضت للهجوم كان هذا صادماً بالنسبة إلي. تمنيت لو لم يحدث هذا قط وقد نصحتك قبل ذلك». وتابع: «في النهاية أنصحك بالعودة الى بلدك». وأشار على ملالا بأنها يمكن أن تلتحق بمدرسة إسلامية للبنات وأن «تستخدم قلمها من أجل الإسلام». وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن محاولة اغتيال ملالا. كما أصيبت اثنتان من زميلاتها في الفصل. وعولجت في باكستان قبل أن توفر الإمارات العربية المتحدة طائرة مجهزة طبياً لنقلها إلى بريطانيا حيث تمكن الأطباء من ترميم جزء من جمجمتها بصفيحة تيتانيوم. ونفى رشيد وهو ضابط سابق في القوات الجوية الباكستانية وسجن في وقت سابق لمحاولته اغتيال الرئيس الباكستاني السابق الجنرال برويز مشرف أن تكون «طالبان» هاجمت ملالا بسبب تصديها لمحاولات منع تعليم الفتيات. لكنه اتهم الغرب بفرض معاييره على دول اخرى وهاجم شخصيات منها الرئيس الاميركي باراك أوباما ووزير الخارجية السابق هنري كيسنجر والانكليز واليهود.