يزداد القلق في تركيا في شأن احتمال انفجار الملف الكردي ومسيرة السلام التي تعاني عثرات وأزمة ثقة. وما فاقم قلق أنقرة، التطورات الأخيرة في شمال سورية والمتمثلة في تعزيز قوة «حزب الاتحاد الديموقراطي» التابع ل»حزب العمال الكردستاني» في تركيا وزعيمه عبدالله أوجلان، وسيطرته على مناطق جديدة وطرده مسلحين من تنظيم «القاعدة» من منطقة رأس العين الحدودية مع تركيا جنوباً، وسط أنباء عن نية «حزب الاتحاد الديموقراطي» تشكيل إدارة محلية في كردستان الغربية. وزادت أخيراً وتيرة الاجتماعات الأمنية، بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ومدير جهاز الاستخبارات هاكان فيدان ووزير الداخلية معمر غولر. هذه التطورات التي أتت بعد أسبوع على تغيير في قيادات الصف الأول والثاني في «حزب العمال الكردستاني»، اعتُبرت انعكاساً لزيادة التأثير الإيراني في الملف الكردي، من أجل حصار تركيا والردّ على سياساتها الخارجية في المنطقة. وأوردت وسائل إعلام تركية أن عضواً في «الكردستاني» سلّم نفسه لجهاز الأمن التركي، بعد إصابته بجروح، وأقرّ بأن مسلحي الحزب لم ينسحبوا من تركيا، كما أعلن «الكردستاني»، بل انسحب فقط الضعفاء والجرحى منهم. أما القادر على القتال فما زال في تركيا. ومنذ إعلان أوجلان في آذار (مارس) الماضي، خطته للتسوية السلمية مع حكومة أردوغان، جمع «الكردستاني» حوالى ألفي مسلح جديد، وبدأ تدريبهم على القتال في معسكرات قنديل في شمال العراق، ما يشير إلى أن لا نية حقيقية للحزب لإلقاء سلاحه والانسحاب في شكل كامل من الأراضي التركية، وأنه سيختلق أعذاراً في هذا الصدد، خصوصاً أنه يتهم الحكومة بالامتناع عن تنفيذ التزاماتها في خطة السلام، والقاضية بإجراء تعديلات دستورية مهمة تمهّد لتسوية القضية الكردية. وكان لافتاً ظهور قيادات عسكرية مهمة، خلال تشييع أكراد في جنوب شرقي تركيا، في مناطق يُفترض أن يكون مسلحو الحزب انسحبوا منها، في وقت توضح صور أن مسلحي الحزب وقيادته يشاركون بحرية في الجنازات، حاملين سلاحهم. صحيفة «طرف» اليسارية التركية المعروفة بمتابعتها عن كثب الشأن الكردي، أوردت أن «حزب العمال الكردستاني» قد يكون خدع حكومة أردوغان، مثبّتاً وجوده ومعزّزاً قوته وتأثيره على الأرض خلال الشهرين الماضيين، من خلال استخدامه التغطية القوية لوسائل إعلام موالية للحكومة، أشاعت أن الحلّ قريب وأن المسلحين انسحبوا من تركيا إلى شمال العراق. ونقلت «طرف» عن وسائل إعلام كردية مقربة من ايران، أن جميل بايك، القائد العسكري الجديد للجناح المسلح في الحزب، سيعلن قريباً وقف المفاوضات مع تركيا وإنهاء مسيرة التسوية السلمية، بتعليمات من طهران.