تباينت آراء الجزائريين حول إقامة المهرجانات الفنية السنوية، على غرار «مهرجان تيمقاد الدولي» و«مهرجان جميلة العربي»، بسبب ما تمرّ به المنطقة العربية من أحداث دامية. في وقت أعلن مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، المشرف على المهرجانين أنه تم الإعلان عن جعل المهرجانين تضامنيين، وتخصيص مداخيلهما لفائدة غزة، وذلك بمبادرة من الديوان ومن الفنانين، لإبراز فكرة لحمة الشعوب العربية، وتضامنها مع بعضها البعض، ولو بالكلمة. وكان «مهرجان تيمقاد الدولي»، في دورته ال36 التي أُقيمت خلال آب (أغسطس) الماضي، خصص عائداته لدعم غزة وأهلها، تفادياً لإلغائه. كما حدث عام 2006، مع «مهرجان جميلة العربي» بدورته الثانية التي تزامنت مع الحرب الإسرائيلية على لبنان، واستقرت الأمور آنذاك، وبعد شدّ وجذب، على جعله مهرجاناً تضامنياً يحتضن مهرجان بعلبك، وحقق نجاحاً باهراً على الصعيدين الفني والسياسي، من خلال الوجوه والأسماء الفنية التي شاركت فيه، والرسائل التي تم توجيهها. «مدرسة الحياة» استطلعت آراء الشارع الجزائري، وفي وقت دعا عدد من المستطلعين إلى إلغاء المهرجانات بأنواعها كافة، اعتبر البعض الآخر أن الأجدى أن تقام الاحتفالات وأن يقدّم ريعها لدعم سكان غزة. وهنا آراء عدد من الجزائريين: *رشيد (موظف): أرفض فكرة إقامة هذا النوع من الحفلات، وما يتبعها من هرج وصخب، في وقت يموت فيه الأشقاء العرب في فلسطين وسورية وليبيا والعراق. أؤيد إلغاء هذه المهرجانات، أو تأجيلها، إلى حين انفراج الوضع. *سعيد (طالب جامعي): لنترك الحرب تضع أوزارها، ثم نغني ونرقص كما نشاء. نحن نهوى المرح ونعشقه، لكن التوقيت الحالي لا يسمح لنا بذلك. فنحن أخوة ولا بد أن يشعر كل منا بما يعانيه الآخر في الضفة الأخرى. *فوزي (أستاذ جامعي): أؤيد إقامة المهرجانين، وجعل مداخيلهما هبة لسكان غزة. اعتقد أنها فكرة مناسبة لنصرة الشعب الفلسطيني، فالمهرجان فرصة لاستقبال وجوه فنية عربية ودولية عالمية، ومن ثم استغلالها لبعث رسائل إلى العالم بأسره. *رياض (إعلامي): عايشت تجربة الدورة الثانية من «مهرجان جميلة العربي» عام 2006. وأذكر شعاره «في زمن العدوان جميلة تحتضن لبنان»، وما حققه من نجاح. *رضا (بائع خضار): لا أكترث لهذه المهرجانات، فلكل مهرجانه، أما أنا فلي مهرجاني الخاص، وهو اقبال المشترين على بضاعتي، أما غزة فلها ربّ يحميها، أضف إلى ذلك أنه يكفينا فخراً أن حكومتنا قدمت دعماً مالياً علنياً ب25 مليون دولار، إعانة لغزة، ولو حذا العرب حذو الجزائر لاستغنى الفلسطينيون، ولم يعودوا بحاجة لأي مهرجان تضامني، ولا البكاء على الأطلال. *نور الدين (موظف): أؤيد إقامة المهرجانات في حلتها التضامنية، على أن لا تتعدى حدود اللباقة الفنية، بمعنى أن تكون مهذبة في رسالتها، ولا يعمها الهرج والمرج، حتى لا تخرج عن المسار التضامني، وإنما لا بد أن تكون لها رسالتها الواضحة، وهي رسالة الدعم والمساندة، أما إن كان العكس، فإلغاؤها يكون أكثر فائدة.