على طول الوطن العربي هناك مساحة من الفرح تظهر أكثر في المهرجانات الوطنية التي صارت بمثابة النافذة التي يُطل منها الناس على شيء يحقق لهم بعض السعادة. لكن الصورة لا تبدو محصورة في المهرجانات الاعتيادية، فهناك مهرجانات أخرى غريبة المسمى.. وأغرب منها ما تحتويه. الجنادرية ملتقى الفنون يعد المهرجان الوطني للثقافة والتراث "الجنادرية" والذي يقام في العاصمة الرياض كل عام أحد أهم وأضخم المهرجانات الوطنية العربية، إذ يحظى في المقام الأول برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الذي يشرّف سنوياً حفل افتتاح المهرجان. وقد اكتسب المهرجان شهرته العربية والعالمية بسبب ضخامته والشخصيات العربية التي تشارك فيه، وأصبح مقصداً لأفواج من السياح والمتابعين من كافة الجنسيات. ويتخلل حفل الافتتاح أوبريت غنائي ملحمي يشارك في أدائه نخبة من الفنانين السعوديين، كما يشارك في عروضه عدد من فرق الفنون السعودية، وتقام خلال أيام المهرجان عروض فلكلورية من جميع مناطق المملكة، كما تقام على هامشه ندوة تعرض شأناً عربياً يشارك فيها عدد من المفكرين والمختصين العرب. ليست عين الرضا على الرغم من أن المهرجانات والمناسبات الوطنية في اليمن مثل الاحتفال بذكرى ثورة 26سبتمبر 1962م في شمال اليمن سابقاً؛ والاحتفال بثورة 14أكتوبر 1964م في جنوب اليمن سابقاً؛ وذكرى رحيل الاحتلال البريطاني في 30نوفمبر 1967م؛ وذكرى توحيد شطري اليمن في 22مايو 1990تمثل مناسبات غالية ومهمة بالنسبة لكل يمني؛ إلا أن الوضع الاقتصادي المتدهور تدريجياً جعل الناس ينظرون إلى الاحتفالات بهذه المناسبات وما يصاحبها من إنفاق ضخم بعين عدم الرضا بل والنقمة. الانتقادات التي لاقتها الاحتفالات بهذه المناسبات دفعت بالحكومة إلى التفكير بإلغائها واقتصارها على مناسبة واحدة وهو عيد الوحدة؛ حيث كانت الحكومة اليمنية قد قررت منذ عدة سنوات أن تعقد مثل هذه الاحتفالات كل عام في محافظات مختلفة حتى يتم تحسين البنية التحتية في المحافظة التي سيقام بها الاحتفال. لكن صوت المعارضة يخفت قليلاً أمام كثير من الجماهير اليمنية التي ترى في المهرجانات، كما يقول عبد الله راصع(موظف): متنفساً للترفيه والمتعة والخروج من هموم العمل وانشغالاته وفرصة للاستمتاع والاستفادة من جملة البرامج المتنوعة التي تتخللها وخاصة بالنسبة للأطفال، والأهم كونه يمثل مناسبة للراحة والإقلاع عن تعاطي القات والخروج من حالة العزلة التي يفرضها. أما بالنسبة لمحمود طه (مهندس) فإن مواسم المهرجانات بالإضافة إلى كونها مناسبة للترفيه والاستمتاع فإنها تكتسب بعداً تاريخياً وحضارياً وثقافياً، وتمثل تقليداً سنوياً مهماً ينتظره بفارغ الصبر. ويتفق عبد الكريم الصنعاني (حرفي) مع وجهات النظر السابقة؛ لكنه يشير إلى بعد وأهمية أخرى للمهرجانات بالنسبة له؛ وهي تمثل مناسبة لتسويق الكثير من الحرف التقليدية من الفضيات والمشغولات اليدوية؛ خاصة في ظل موسمية تسويقها وتراجع الإقبال عليها وسطوة الجديد على القديم .. وتشارك عبد الكريم الرأي رضية بركات(خياطة)، وتقول: أصبح مهرجان صيف صنعاء بالنسبة لي والكثير من الجمعيات النسائية والحرفية التي تشارك بكثرة موسماً لتسويق الكثير من المنتجات والملبوسات التقليدية التي ننتجها . كذلك الحال بالنسبة لآمنة(مدرسة) التي تعتبر مثل هذه المهرجانات موسماً للتسوق والاستفادة من العروض والتخفيضات التي تقدم خلالها؛ بالإضافة إلى كونها مناسبة للترفيه على الأطفال وإكسابهم معارف جديدة، وشغل أوقات فراغهم، والعطل التي يقضونها عادة في مثل مواسم الصيف حيث تقام هذه المهرجانات. عروض للأزياء لكن مثل هذه المهرجانات، لا تخلو من بعض الأحداث الساخنة والمثيرة، ومنها ما شهده مهرجان صيف صنعاء السياحي في موسمه السنوي الثاني من إثارة للجدل بين المعتدلين والأصوليين، وبين من يعتبرها مناسبة للترفيه والتسوق والتسلية والإمتاع وإبراز مكنونات المحافظات من التراث الثقافي والحضاري، والمعرفة وتحقيق التواصل الاجتماعي، وبين من يعتبرها بدعة وضلالة وتمهيداً للانحلال الأخلاقي والفساد، وتستحق منه محاربتها بشتى الطرق والوسائل. ومن أبرز الأحداث التي يؤكدها واقع الحال، حينما أطلقت الجهات المنظمة لمهرجان صيف صنعاء في موسمه الثاني، في خطوة جريئة وسابقة هي الأولى من نوعها في بلد محافظ مثل اليمن برنامجاً لعروض الأزياء التقليدية للفتيات. وبين من اعتبر هذه العروض لمجموعة من الفتيات بالزي التقليدي اليمني المحتشم من مختلف المحافظات اليمنية، والتي حظيت باهتمام إعلامي ومتابعة جماهيرية غير مسبوقة، إجراء عادياً ومحاولة لكسر الجمود، وإظهار ما تتميز به كل محافظة عن سواها في اليمن من تنوع في الملبوسات التقليدية النسائية، واعتبره البعض الآخر من الأصوليين والمنتمين للتيارات الإسلامية بدعة ودعوة للفساد الأخلاقي. ومثلما شن المعارضون هجوماً شديداً على المنظمين لمهرجان صيف صنعاء وعروض الأزياء، امتدت للمنابر ولم تخلُ منها الصحف المحلية والحزبية، فإن منظمي مهرجان البلدة السياحي في حضرموت لم يسلموا من حملة المتشددين ممن رأوا في برامج المهرجان والحضور الجماهيري الكثيف للشباب والشابات من السكان المحليين ومن المحافظات ودول الجوار، وما شهده من ازدحامات وبعض المعاكسات مناسبة لتهيئة المناخات للفساد الأخلاقي. أصيلة.. ومراكش تنظم في المغرب على مدار السنة العديد من المهرجانات والمواسم الثقافية بمختلف المدن المغربية، بعضها يعود إلى السنوات الأولى من الاستقلال، مثل مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، ومهرجان أصيلا ذي الطابع الثقافي المتنوع، والذي يشكل ملتقى الفنانين والمثقفين والكتاب من مختلف بلدان العالم، ومكن مدينة أصيلا المدينة الشاطئية الصغيرة، من إشعاع دولي كبير؛ إضافة إلى مهرجان كناوة بالصويرة ومهرجان الموسيقى الروحية بفاس. وهناك مهرجانات تنظم من طرف وزارة الثقافة تعنى أساساً بالفنون الشعبية والتراث كمهرجان "عبيدة الرما" بخريبكة، ومهرجان "أحيدوس" بعين اللوح ومهرجان "العيطة" بآسفي ومهرجان "الموسيقى الغرناطية" بوجدة. ويعد مهرجان مراكش أشهر مهرجانات المغرب فهو ملتقى الفنون الشعبية، تطبعه إيقاعات خالدة تختزل تاريخ الموروثات الموسيقية المغربية، بما فيها الرقصة الفلكلورية والأهازيج الغنائية التي يحكمها تنوع اللهجات والتقاليد، وطبيعة التضاريس، وتتوحد في خاصيتها الإيقاعات الإيحائية الحربية، وفرحة انتهاء مواسم الحصاد، بأدوات موسيقية بسيطة تجمع بين الطبل والدف والمزمار؛ حيث تُؤدّى حركات ورقصات فلكلورية تعتمد على الأرجل والأكتاف، والمساحة المستخدمة في كل رقصة سبيل معرفة مناطق انتماء الفرق الفلكلورية؛ حيث تختلف حسب المناطق الجغرافية للمملكة، بدءاً من فرق أحيدوس وإيزلان وتماوايت (الأطلس المتوسط) وأبو والطقطوقة الجبلية (الشمال الغربي) وعرفة وإيزران (الشرق والريف) وأحواش إيمينتانوت والدقة المراكشية (الأطلس الكبير) والعيطة وعبيدات الرما وكناوة (الساحل) والكدرة والطرب الحساني (الصحراء). وكلها تعبر عن غنى الثقافة والموروثات الفنية المغربية. وعرف مهرجان فاس للموسيقى العالمية الذي خرج إلى الوجود سنة 1994م نجاحاً مطرداً؛ حيث حصل سنة 2001م على جائزة الأممالمتحدة، وصنف من بين الأحداث العالمية الاثني عشر التي أسهمت بشكل خاص في حوار الحضارات. "أنغام السلام" و"تحرر الجسد" الدورة الثانية من مهرجان أنغام السلام التي نظمت مؤخراً طالتها أيضاً انتقادات كبرى، فقد حضرها شباب من حوالي 40دولة موزعة على أربع قارات، وأتى إليه المغاربة أيضاً خاصة من مدينة الدارالبيضاء، بسبب تصرفات من لباس وإشارات معينة. وتحدثت بعض وسائل الإعلام في حينه عن " الموسيقى الصاخبة التي لا تتوقف أبداً ليلاً ونهاراً، والرقص المتواصل بطريقة غريبة وهستيرية، أفراداً وجماعات، هنا وهناك، وإذا أراد قضاء الحاجة فإنه يقضيها في مكانه تقريباً، وإذا بلغ بأحدهم التعب مبلغه يسقط على الأرض نائماً، أما اللباس فحدث ولا حرج، تقاليع غريبة، القاسم المشترك هو الفوضى والوساخة، وكثير منهم يفضل العري التام والتمدد على رمال الشاطئ مكان المهرجان أما السُكر وتناول المخدرات فلا ضابط له". وأضافت نفس الصحف بأنه في الليل كانت "توقد النيران ويشتد الرقص وتختل الأجساد، وتتوزع القبلات.. والرموز المعلقة في أنحاء المخيم تشير بوضوح إلى "عبدة الشياطين" فهناك (الجمجمة)؛ إضافة إلى رسوم مخيفة، ناهيك عن إشاراتهم بالأيدي والتي ترسم قرون الشيطان بوضوح تام؛ حيث تضم الأصابع وترفع السبابة والخنصر". احتفالات دموية فرضت طبيعة القضية الفلسطينية على فلسطين أن تكون من أكثر الدول العربية مهرجانات وطنية، وواكب الفلسطينيون في كل مكان يوجدون فيه على الاحتفال بهذه المهرجانات. وعلى رأس هذه المهرجانات الوطنية كانت المهرجانات التي تحتفل بيوم تأسيس الفصائل الأربعة عشر الموجودة على الساحة؛ كما أن مناسبات وطنية آخرى استحوذت دائماً على اهتمام الفلسطينيين كيوم الأرض وذكرى النكبة ويوم الأسير الفلسطيني وذكرى إحراق المسجد الأقصى، وذكرى استشهاد القادة مثل أبو عمار والقائد أحمد ياسين وجورج حبش، وهناك الأيام الوطنية مثل يوم الاستقلال ويوم العمال وذكرى المجازر الصهيونية مثل صبرا وشاتيلا وغيرها. وبعد أحداث الاقتتال الداخلي الفلسطيني تحولت أهداف المهرجانات والمناسبات الوطنية الفلسطينية إلى منحى آخر غير هذا المعتاد عليه، في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى اختلاف القوة الحاكمة في شطري الوطن الفلسطيني؛ حيث تحولت إلى معارك حقيقية فقد فيها الشعب الفلسطيني بعض أبنائه؛ كما حدث في الاحتفال بانطلاقة حركة التحرير الوطني فتح والاحتفال بذكرى استشهاد القائد أبو عمار - رحمه الله -. 22مهرجاناً جزائرياً ومن أشهر المهرجانات في الجزائر هو مهرجان تيمقاد الدولي بمدينة باتنة الواقعة 450كم شرق العاصمة الجزائر، وأول طبعة عرفها هذا المهرجان كانت سنة 1967م ، بمبادرة من أهل المنطقة؛ إذ تأسس المهرجان للتعريف بالطابع الثقافي لولاية باتنة وتسليط الضوء على المسرح الروماني لتيمقاد ، وتحول المهرجان سنة 1969م إلى مهرجان متوسطي، وأصبح سنة 1973م مهرجاناً للفنون الشعبية شاركت فيه العديد من البلدان. ومن جهة أخرى تعرف الجزائر بمهرجانها الدولي لأغنية "القناوة" الذي ينظم في كل سنة في الأسبوع الأول من شهر يوليو بالعاصمة الجزائر، ويقول لخضر فلاحي المشرف على هذا المهرجان إن المهرجان الدولي لأغنية القناوة، يسعى لإبراز المواهب الجزائرية الشابة غير المعروفة في أعماق الجزائر، وإلى التقريب بين رواد هذا الفن في العالم. كما تستضيف الجزائر في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر من كل سنة المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية، وكثيراً ما يكون هذا المهرجان فضاء للاحتكاك وتبادل التجارب، وتمكين الجمهور الجزائري والجمعيات الثقافية والموسيقية من التعرف على ما وصلت إليه الموسيقى العالمية، واكتشاف الجسور التي تربط بين موسيقانا الجزائرية ومختلف أنواع الموسيقى الكلاسيكية والتقليدية. وذلك حسب محافظ المهرجان السيد رشيد قارباص. ومن بين المهرجانات المستحدثة في الجزائر التي لاقت اهتماماً كبيراً من رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة المهرجان الدولي الأول للفيلم العربي الذي نظم بمدينة وهران تحت شعار "سينما عربية أكثر انفتاحاً ونضجاً في زمن التحدي الذي يواجهه العالم العربي"، واعتبرته وزيرة الثقافة الجزائرية خليدة تومي "عرس من أعراس الجزائر الجديدة". ومن أهم المهرجانات الوطنية التي تلقى اهتماماً كبيراً من الجمهور الجزائري، المهرجان المألوف بقسطنطينة والذي يحمل اسم طابع غنائي هو حكر على الشرق الجزائري وتشارك في هذا المهرجان 16فرقة لفن المألوف وهذا المهرجان كما يقول المشرفون عليه نسعى لكي يصبح دوليا. وأكثر ما يلاقي النقد في الجزائر هو المهرجانات المسرحية؛ لأن هذه الأخيرة لا تعتمد على العمل الفردي. ومن أهم الأحداث التي ارتبطت بالمهرجانات في الجزائر هو تكيف الديوان الوطني للثقافة والإعلام برنامجه مع الحدث العربي خلال العدوان على لبنان، فكان مهرجان جميلة منبراً للتواصل والتضامن بين الشعبين باستضافة أسماء عربية ثقيلة ناضلت منذ أمد بعيد بالكلمة واتخذتها سلاحاً لا تنتهي صلاحيته وكأنه دائم التكهن بعدوان جديد، وخصصت مداخيل المهرجان كاملة للشعب اللبناني عربون مساندة ودعم من الجزائر، وقد سمي استثنائياً مهرجان جميلة بعلبك. جرش... والثقافة يستطيع المتلمس للحالة الثقافية في الأردن أن يحس بأهمية وعظم دور المهرجانات، كما يؤكد أمين عام وزارة الثقافة الأردنية جريس سماوي وخاصة مهرجان جرش للثقافة والفنون إذا عاد إلى سنوات ما قبل المهرجان، وقارنها مع الوضع الثقافي والفني لبلادنا الآن. فقد ارتفع عدد الشعراء الأردنيين الذين يشاركون في مؤتمرات عربية، وكذلك عدد الفنانين التشكيليين والموسيقيين والفرق؛ وذلك عن طريق ما يرشحه المهرجان من أسماء تطلبها منه الدول المضيفة. لقد شكل مهرجان جرش للثقافة والفنون منذ تأسيسه نافذة للمواطن الأردني على الفن والثقافة العالميين، كما شكل نافذة للعالم على الثقافة الوطنية سياحياً وحضارياً ومعرفياً. ويقول مدير الهيئات والمهرجانات الثقافية والفنية في وزارة الثقافة "غسان طنش" إن مهرجان جرش للثقافة والفنون منذ تأسيسه عام 1981م يعتبر نافذة للمواطن الأردني على الفن والثقافة العالميين، ونافذة للعالم على الثقافة الوطنية الأردنية سياحياً وحضارياً ومعرفياً وبات المهرجان الذي يعقد في نهاية شهر آب من كل عام يرسخ الثقافة والفن الجادين؛ سواء على مستوى الفعاليات العالمية أو العربية أو الوطنية، من خلال استضافة الفرق رفيعة المستوى، وعرّف المواطن الأردني بأرقى فرق الموسيقى الكلاسيكية والفلكلور والباليه وفرق الاستعراض والمسرح العالمي والعربي؛ كما أنه استضاف مئات الشعراء والنقاد والإعلاميين العرب والأجانب. أما مهرجان الأغنية الأردنية فجاءت بهدف تطوير الأغنية الأردنية لحناً وكلمة وأداء، وتفعيلها وإعطائها دفعة جديدة، ويقام المهرجان سنوياً تحت الرعاية الملكية على شكل مسابقة يتنافس المشاركون فيها للفوز بجوائز الملك عبد الله الثاني للإبداع الموسيقي. ويحظى المهرجان بتعاون ودعم عدد من المؤسسات المحلية والوطنية في سبيل تقديم مشهد ثقافي أردني متطور، مثل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، أمانة عمان الكبرى، نقابة الفنانين الأردنيين، المعهد الوطني للموسيقى وغيرها العديد من المؤسسات؛ إضافة إلى مئات من الجنود المجهولين. وفي مدينة الزرقاء يقام مهرجان شبيب للثقافة والفنون ليكون علامة مضيئة في تاريخ محافظة الزرقاء. وشبيب يحمل ملامح متجددة بتنوع الفعاليات وشموليتها مع التركيز على إبداعات أهل الزرقاء وتطعيمها بفعاليات عربية متميزة ليخرج إلى الأفق مهرجاناً أردنياً عربياً عالمياً الطريق إلى الحرير يقام في سورية العديد من المهرجانات التي تتخذ الطابع السنوي وأشهرها مهرجان تدمر السياحي (طريق الحرير)، مهرجان المحبة، ومهرجان دمشق السينمائي، ولكل مهرجان من هذه المهرجانات نكهة؛ خاصة فمهرجان تدمر السياحي يقام في مدينة تدمر الأثرية سنوياً، وهو مهرجان فني ثقافي سياحي كبير. يعرض فنون تدمر في أجواء البادية بما تحمله من عادات أصيلة ومميزة ، يقام المهرجان في شهر أيار / مايو من كل عام؛ وتشارك في فعالياته على مسرح تدمر الأثري فرق فنية سورية وعربية وعالمية وفنانون وفنانات سوريين وعرب وأجانب؛ كما يشارك الشعراء وتقام سباقات الخيول العربية الأصيلة التي تشتهر بها المنطقة ، ومسابقات للهجن والجمال وعروض فلكلورية من فنون تدمر والبادية؛ إضافة لفرق الفنون الشعبية السورية وغيرها . ويزدحم في أيام وليالي المهرجان سوق تدمر التي تزين محلاته وتعرض المصنوعات التراثية التدمرية من نحاسيات وتحف وهدايا وسجاد وبسط ملونة وأدوات الحلي والزينة المصنوعة من الفضة والأحجار الكريمة والمسابح والملابس المطرزة التي تدل على الأزياء التقليدية في تدمر والكثير من البضائع والمعروضات . أما مهرجان المحبة فهو مهرجان ثقافي يقام بمدينة اللاذقية عروس الشاطئ السوري خلال الفترة من 2وحتى 12آب سنوياً. ويشمل عدة فعاليات ثقافية كمعارض للفنون تشكيلية ومعارض أثرية وأمسيات شعرية وندوات ثقافية وحفلات فنية وألعاب رياضية، كالسباحة وكرة القدم وسباق الخيول ويحضره كبار الفنانين. وأخيراً مهرجان دمشق السينمائي الدولي وهو مهرجان سنوي تقيمه مؤسسة السينما ويعتبر من المهرجانات التي تستقطب عدداً كبيراً من الفنانين ومحبي الفن والسينما؛ ويتميز هذا المهرجان بعروضه السينمائية الحديثة؛ كما يسلط الضوء على تجارب بعض الدول السينمائية عبر تظاهرات سينمائية تخصص كل عام لبلد معين، ويؤخذ على المهرجان أن القائمين عليه مصرين على تسميته بالدولي؛ إلا أن النقاد يرون أن تسمية دولي واسعة بعض الشيء على مهرجان دمشق؛ منوهين إلى أن صفة الدولي لا تعني عرض أفلام سينمائية دولية فحسب؛ وإنما استقطاب النجوم الدوليين، وهذا ما يفتقده مهرجان دمشق السينمائي الذي يغلب عليه النجوم المصريون؛ كما يؤخذ على المهرجان عدم اهتمامه بترجمة بعض الأفلام مما يفقدها المتابعة من قبل الحاضرين . أرض المهرجانات ورثت "مصر" جميع المهرجانات والاحتفالات التي أقامتها واحتفت بها الدول والإمبراطوريات التي حكمتها من قبل، مثل: الفراعنة، والإغريق، والرومان، والهكسوس، والمماليك، والإخشيد، والفاطميين، والأيوبيين، والأتراك، والفرنسيين، والإنجليز، والأسرة العلوية، وغيرهم ... وظل المصريون محافظين على هذا الإرث الثقافي والاجتماعي "الفولكلور" بخيره وشره، وما يحمد منه وما يعاب! ومن ذلك: يوم المحارب ويحتفل به في الثامن من مارس من كل عام وهو ذكرى لاستشهاد قائد القوات المصرية الفريق "عبد المنعم رياض" بين جنوده على شاطئ قناة السويس في عام 1970أثناء حرب الاستنزاف التي خاضتها مصر والقوات المصرية لاستنزاف قوة العدو من خلال حرب طويلة الأمد، وفيه يتم تكريم المحاربين القدماء الذين ضحوا في سبيل الوطن. عيد الأم هو من الأعياد الاجتماعية، موعده في الحادي والعشرين من مارس من كل عام، كان صاحب فكرته الكاتب الصحفي الراحل "مصطفى أمين" استحسن الناس فكرته، وحافظوا عليه؛ حيث يقوم المصريون بشراء الهدايا الغالية لأمهاتهم، أو جداتهم، أو من قاموا بدور الأم في حياتهم .. والعجيب أن هذا العيد ينال حظاً واسعاً من الشهرة، لدرجة أن الناس يسافرون فيه من بلد إلى بلد، ومن محافظة إلى أخرى لإرسال الهدايا بأيديهم ومعانقة أمهاتهم؛ بل وأعجب من ذلك أنه تظل خطوط الهاتف مشغولة اليوم كله بسبب كثرة الاتصالات بالتهنئة والمعايدة وما شابه ذلك! وينتقد كثير من العلماء والمثقفين ثقافة إسلامية هذا الاحتفال، قائلين: ما أنزل الله به من سلطان، وأن الأم يُحتفى بها كل يوم، وليس يوماً واحداً فقط في العام. شم النسيم فمازالت (مصر) الدولة الوحيدة في العالم التي تحتفل كل عام بعيد (شم النسيم) وقيل: إن هذا العيد هو من أعياد الفراعنة، الذي كان يعرف ب(يوم الزينة) وهو الذي أشار إليه القرآن الكريم في قول موسى لآل فرعون "موعدكم يوم الزينة" فتحتفل به مصر في أول يوم الإثنين في بداية فصل الربيع من كل عام، وهو يوم إجازة رسمية للدولة كلها. ويعارض أصحاب التوجه الإسلامي هذا الاحتفال، باعتباره تمجيد لعهود الفراعنة الغابرة، التي ما جاء الإسلام إلا ليقطع صلتنا بها! احتفالات أكتوبر وهذا الاحتفال يمثل حجر الزاوية في مصر المعاصرة، تحتفل به مصر في يوم السادس من أكتوبر من كل عام، وهو يمثل يوم من أيام الشرف والمجد، بسبب النصر الذي أحرزته مصر بمشاركة بعض الدول العربية على الكيان الصهيوني عام 1973م مطرب العرب عرفت تونس واشتهرت بكثرة مهرجاناتها الموسيمية والدولية، ومن أشهرها تلك التي تقام في الصيف، مثل مهرجان قرطاج الدولي، وهو أكبر المهرجانات على الإطلاق وأصبحت له سمعة عالمية كبرى؛ حيث تأسس في شهر يونيو 1964م وتحوّل منذ أربعة وأربعين عاماً مقصداً لأشهر فناني العالم؛ وقد مرّ منه غالب المطربين والمطربات من ألمع نجوم الطرب في الوطن العربي والعالم.. وفي مسرح مهرجان قرطاج الدولي العريق غنت فيروز ونجاة الصغيرة ووديع الصافي وسيد مكاوي ووردة "الجزائرية" وصباح فخري. وفي مهرجان قرطاج ولدت شهرة الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي إلى جانب والدها حليم الرومي.. وبرزت أسماء كبيرة مثل طلال مداح ومحمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وغيرهم، وفيه أطلق الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة اسم "مطرب العرب" على الفنان الكبير محمد عبده.. وهو جدير به. مهرجانات متخصصة بالإضافة إلى مهرجان قرطاج الدولي هناك في تونس مهرجان أيام قرطاج السينمائية وأيّام قرطاج المسرحية ومهرجان قرطاج الدولي للموسيقى ومهرجان القصور للفنون والعادات الشعبية ومهرجان دوز الدولي ومهرجان الفنون التشكيلية بالمحرس ومهرجان الموسيقى العالمية وغيرها. ويوضح الدكتور بوبكر خلوج مدير المركز الوطني للاتصال الثقافي في تونس أن هذه المهرجانات الموسمية والسنوية يبلغ عددها أكثر من 364مهرجاناً؛ وقال غالبها ينشط في شكل جمعيات مستقلة عن وزارة الثقافة ما عدا مهرجان قرطاج والحمامات الدوليين، وبين أن المهرجانات في تونس متخصصة وهي تمثل أداة لتأطير الجماهير وتعدّل حسب أذواق هذه الجماهير واتجاهاتها. ظاهرة صحية وفي نفس السياق يؤكد الباحث التونسي الدكتور مصطفى مدايني أن المهرجانات "تؤطر المواطن ليكون شخصاً له القدرة على أن يكون فاعلاً في المجتمع المدني، ويؤطر سلوكه بطريقة تكون في الغالب متماشية مع الحياة العصرية". ويقول عن كثرة المهرجانات التونسية: "إنها ظاهرة صحية تسهم في تحقيق التوازن لدى المواطن.