اثار وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي امس موجة من السخط والاستياء بسبب تصريحات قال فيها ان ساحات الاعتصام المناهضة للحكومة «تحولت إلى مسالخ وحاضنة للإرهابين». وقال الدليمي امس، خلال تأبين أقامته وزارة الدفاع لتكريم الجنود الخمسة الذين قتلوا قرب ساحة اعتصام مدينة الرمادي، «أن من يؤسس الجيوش في ساحات الاعتصام لينازع الجيش العراقي سيدفع الثمن»، معلناً أن «ساحات الاعتصام باتت حاضنة للإرهابيين والقتلة وأصبحت مسالخ وساحات للقتل ويجب وضع حد لها». وأشار إلى أنهم «لن يكتفوا بأن يكونوا ملاذا للقتلة بل باتوا يوالون دولاً أخرى»، ولفت إلى أنهم «قتلوا الجنود في بوابة ساحة الاعتصام ولم يكتفوا بذلك بل قطعوا أجسادهم بالسيوف والخناجر داخل الساحة». وذكر الدليمي أن الوزارة «بدأت بنقل معدات وجهد عسكري إلى محافظة الأنبار بعد توافر معلومات عن سد سوري يمكن أن ينهار وأول المتضررين هم أهل الأنبار، لكن القتلة قاموا بمواجهة السيارات وحرقها وقتل سائقيها». واتهم «أجندات خارجية بتحريك هذه الساحات فضلاً عن وجود سياسيين يدافعون عنها». وقال إن مؤتمراً عقد في إسطنبول تحت شعار «ربيع العراق تجمع فيه أكثر من 150 شخصية من زعامات الفتنة من كل العالم الإسلامي»، مبدياً استغرابه من «نقل المؤتمر ببث مباشر إلى ساحات الاعتصام». وخاطب الدليمي تركيا قائلا: «لا تتدخلوا في شؤوننا لأننا لا نتدخل في شؤونكم، ونحن نقول لا يزال للصبر مساحة وهم لا يكتفون، بل ان تركيا تعتقد أن الأنبار والموصل هي امتداد للدولة العثمانية». وعن مقتل العشرات داخل ساحة اعتصام مدينة الحويجة جنوب محافظة كركوك في 23 الشهر الماضي بنيران قوات الامن، عزا الدليمي أسباب اقتحام الساحة الى أن «المعتصمين حاولوا قتل آمر لواء ال 47 بإطلاق النار عليه، لكن الرصاصة لم تصبه وأصابت أحد الجنود فقتلته في الحال، ليبدأ بعدها الاشتباك كرد فعل». في موازاة ذلك، اعتبر عضو مجلس عشائر مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار احد الجهات الراعية للتظاهرات الشيخ محمد البجاري، ان تصريحات الدليمي «غير مقبولة ولا تصب في صالح الأوضاع المتأزمة في البلاد أمنياً وسياسياً». وقال البجاري ان «اتهام الدليمي لساحات الاعتصام بأنها حاظنة للإرهابيين ستستفز المعتصمين وتجعلهم ثابتين على موقفهم في التظاهر». واعتبر أن «وزير الدفاع المتهم بقتل المتظاهرين في الحويجة يحاول الهروب من هذه التهمة، وحتى منظمة العفو الدولية اتهمت رئيس الحكومة نوري المالكي والدليمي بالمسؤولية عن مقتل المتظاهرين». ولفت البجاري إلى أن «تصريحات الدليمي تعكس الوجه الحقيقي للحكومة إزاء المتظاهرين في المحافظات السنية وتثبت سوء نيتها اتجاه المعتصمين على رغم أن المتظاهرين حافظوا على سلمية اعتصامهم حتى الآن وما جرى في اعقاب حادثة الحويجة مجرد رد فعل طبيعي من أهالي العشائر على مقتل أبنائهم». وقال عضو اللجنة التنسيقية لتظاهرات الحويجة أكرم العبيدي، إن «اتهامات الدليمي استفزازية لأهالي كركوك التي قتل العشرات من أبنائها في ساحة الاعتصام من قبل قوات الجيش». وقال إن «العديد من المنظمات الدولية والحقوقية اتصلت باللجان التنسيقية للتظاهرات لغرض الكشف عن مجزرة الحويجة»، وأشار إلى أن «أهالي الضحايا قرروا رفع دعاوى قضائية دولية ضد الحكومة وقادة الجيش الذين تسببوا في الحادثة». ودعا نواب عرب عن محافظة كركوك، امس المشككين بأحداث الحويجة إلى عدم «استفزاز ذوي الضحايا والتلاعب بالحقيقة»، وطالبوا المكون العربي في المحافظة بعقد مؤتمر ل «تقييم» ومراجعة جميع الأمور في كركوك.