قال نائب رئيس مؤسسة "آي أتش أس سيرا" للأبحاث دانييل يرجين، إن "الوفرة في إمدادات المعروض من النفط في الأسواق العالمية حالياً من المحتمل أن تستمر العام المقبل بسبب ضعف الطلب بل قد تزداد، إذ يبدو أن الكونغرس الأميركي يتجه نحو الموافقة على رفع الحظر عن تصدير الإنتاج المتزايد للبلاد من الخام". والهبوط الحاد لأسعار النفط العالمية الذي بلغ نحو 25 في المئة منذ حزيران (يونيو) الماضي هو نتيجة لتأثر أسواق النفط العالمية بالإنتاج المتزايد في الولاياتالمتحدة. وقال يرجين أثناء مؤتمر "أسبوع الطاقة العالمية" في سنغافورة إنه "يوجد اليوم فائضاً من المخاطر الجيوسياسية، اضافة الى الفائض الكبير في المعروض النفطي". وأضاف يرجين وهو كاتب واستشاري معروف في شؤون النفط، أن "ما لم يشهد الاقتصاد العالمي انتعاشاً فستستمر وفرة المعروض في السوق وسيؤثر هذا في الأسعار لا سيما قرب وقت الربيع". وأدت المخاوف في شأن نمو الاقتصاد الصيني أيضاً إلى تراجع الأسعار في أسواق النفط، منهية موجة دعم ساعدت على بقاء سعر نفط "برنت" حول 100 دولار للبرميل في معظم أوقات السنوات الأربع الماضية. وأشار يرجين الى أن "تباطؤ النمو في الصين يؤثر في صناعة النفط، كما يؤثر في أسواق السلع الأولية"، مضيفاً أن "الوفرة في المعروض النفطي تأتي من الإنتاج المتزايد في الولاياتالمتحدة، إذ من المحتمل رفع حظر على صادرات الخام العام المقبل وهو ما قد يؤدي إلى زيادات أخرى للإنتاج وتحويل البلاد إلى أكبر منتج للنفط في العالم". واحتلت الولاياتالمتحدة المرتبة الاولى في انتاج المحروقات السائلة في العالم، وفق معطيات ل "وكالة الطاقة الدولية". وهذا الانتقال بين منتجي المحروقات السائلة يسري فعلياً منذ شهر نيسان (أبريل) الماضي الذي انتجت الولاياتالمتحدة خلاله 11.58 مليون برميل في اليوم، مقابل 11.31 مليون للمملكة العربية السعودية، وفقاً لآخر المعطيات التي أعادت "وكالة الطاقة الدولية" النظر فيها. وهذه الزيادة الكبيرة في الانتاج الاميركي تعود إلى القفزة الأخيرة في إنتاج النفط غير التقليدي. وقال ناطق باسم شركة منتجة للنفط، إن "أكثر من عشرة من هذه الشركات اتحدت للضغط على الحكومة الاتحادية لإلغاء حظر عمره 40 عاماً على صادرات الخام الأميركية"، وهي خطوة يقول أنصارها إنها ستؤدي إلى خلق فرص عمل وتوظيف وتساعد على استمرار هذه الطفرة النفطية. وكان الكونغرس فرض الحظر على الصادرات في سبعينات القرن الماضي بعد الحظر النفطي الذي أثار مخاوف من حدودث نقص محلي في إمدادات النفط الخام. ومع الطفرة النفطية التي شهدتها الولاياتالمتحدة في الأعوام الستة الماضية وأدت إلى فائض في المعروض من الخام، ارتفعت الدعوات التي تطالب الكونغرس وحكومة الرئيس باراك أوباما بتخفيف الحظر. وفي هذا العام أصدرت الحكومة تراخيص لتصدير بعض شحنات الخام الخفيف، ويعتقد كثيرون أن الرفع الكامل للحظر ليس ببعيد. وأضاف يرجين أن "وصول أسعار النفط في الولاياتالمتحدة إلى مستويات بين 75 و80 دولاراً للبرميل ستكون كافية للحفاظ على زخم كبير إلى حد ما" لدعم إنتاج النفط والغاز الصخري. وخفض البنك الاستثماري الأميركي غولدمان ساكس يوم الأحد تنبؤه لأسعار خام "برنت" وخام غرب تكساس الوسيط بمقدار 15 دولاراً لكل منهما إلى 85 دولاراً و75 دولاراً للبرميل على الترتيب. وفي نهاية التعاملات اليوم الاثنين، سجل سعر العقود الآجلة لنفط "برنت" الخام لتسليم كانون الأول عند التسوية 85.83 دولار للبرميل، منخفضاً 30 سنتاً أو 0.35 في المئة. وقال يرجين إن "الاجتماع المقبل لأوبك يتوقف كثيراً على ما سيجري في الأسبوعين المقبلين. وإذا بقيت الأسعار على مستوياتها الحالية فإن إجراء تخفيضات سيكون أصعب كثيراً". إلى ذلك، استقرت الأسهم الأميركية عند الإغلاق أمس الاثنين، مع انخفاض اسهم شركات الطاقة متأثرة بانخفاض أسعار النفط. وسجل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" أفضل أداء أسبوعي له منذ كانون الثاني (يناير) 2013، لكن أسهم شركات الطاقة تراجعت مسايرة هبوط اسعار النفط. وارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي عند الإغلاق 11.05 نقطة أو ما يعادل 0.07 في المئة ليصل إلى 16816,46 نقطة. وهبط مؤشر "ستاندرد اند بورز 500" بمقدار 3.06 نقطة أو 0.16 في المئة ليسجل 1961.52 نقطة. وزاد مؤشر "ناسداك" المجمع الذي تغلب عليه أسهم قطاع التكنولوجيا 2.22 نقطة أو 0.05 في المئة إلى 4485.93 نقطة.