انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط أمس (الأربعاء) بفعل مخاوف من ضعف الطلب على الوقود وهو ما زاد القلق بشأن وفرة المعروض في الأسواق العالمية. وبعد أن تخلت عقود «برنت» و«الخام الأميركي» عن معظم خسائرها قبيل بيانات حكومية أظهرت أن مخزون النفط التجاري في الولاياتالمتحدة هبط إلى 1.8 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو انخفاض أكبر من توقعات المحللين الذين توقعوا تراجعاً قدره 100 ألف برميل فقط. وعقب تقرير المخزون الأميركي تخلت أسعار العقود الآجلة عن المزيد من الخسائر، ولكنها سرعان ما ارتدت إلى الهبوط. وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الوقود في الولاياتالمتحدة سجلت زيادة بلغت 3.0 ملايين برميل الأسبوع الماضي، في حين ارتفع مخزون المشتقات النفطية إلى 1.9 مليون برميل مع رفع مصافي التكرير معدلات التشغيل 0.9 نقطة مئوية إلى 94.4 في المئة. وأنهت عقود «برنت» تسليم شباط (فبراير) جلسة التداول منخفضة 57 سنتاً أو ما يعادل 0.98 في المئة، لتسجل عند التسوية 57.33 دولار للبرميل بعد أن هبطت أثناء الجلسة إلى 55.81 دولار وهو أضعف مستوى لها منذ أيار (مايو) 2009 . وتراجعت عقود «الخام الأميركي الخفيف» 85 سنتاً (1.57 في المئة) لتغلق عند 53.27 دولار للبرميل، بعد أن سجلت عند أدنى مستوى لها في الجلسة 52.51 دولار. وينهي «برنت» العام على خسائر تبلغ حوالى 49 في المئة، وهي أكبر هبوط سنوي منذ العام 2008 عندما هوت الأسعار 51 في المئة في رد فعل على تراجع حاد للطلب بعد الأزمة المالية العالمية قبل أن تتعافي في ما بعد، وذلك بدعم من أخر قرار رسمي ل «أوبك» لخفض الانتاج. وعلى النقيض فإن «أوبك» قررت هذا العام في اجتماعها في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) عدم خفض الانتاج لحماية حصتها في السوق أمام طفرة في النفط الصخري وامدادات أخرى بديلة منافسة، على الرغم من توقعاتها إلى تنامي الفائض في المعروض في العام 2015 . وتعرضت أسعار النفط لضغوط اليوم (الأربعاء) من مسح يظهر انكماش نشاط المصانع الصينية في كانون (ديسمبر) للمرة الأولى في سبعة أشهر، وتعتبر تلك علامة سلبية بشأن قوة الطلب على النفط في ثاني أكبر مستهلك في العالم.