قصف النظام السوري بصواريخ ارض - ارض امس حي القابون في دمشق ضمن محاولاته للسيطرة الكاملة على الطرف الشمالي للعاصمة، في وقت اسفرت مواجهات في ريف حمص بوسط البلاد عن قتلى في صفوف عناصر عسكرية موالية للنظام قرب الحدود مع لبنان، مع استمرار الحملة العنيفة التي يشنها الجيش النظامي على الأحياء المحاصرة في المدينة. وظهرت مخاوف جدية من حصول «فتنة» نتيجة اغتيال «الدولة الإسلامية في العراق والشام» القريبة من تنظيم «القاعدة» احد قادة «الجيش الحر» في ريف اللاذقية غرب البلاد، خصوصاً وأن قياديين في المعارضة اعتبروا ذلك «إعلان حرب» ووعدوا بالانتقام من التنظيم الإسلامي المتشدد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن قوات النظام جددت قصفها على مناطق في حيي القابون وبرزة البلد بعدما كانت سيطرت على المنطقة الصناعية في القابون وفصلتها عن حي جوبر في شمال شرقي دمشق. واشار «المرصد» الى اشتباكات عند أطراف حي برزة، وإلى قتل ثمانية مواطنين بينهم طفلة وسيدة، في قصف صاروخي عنيف للقوات النظامية على القابون. وسقطت ثلاث قذائف هاون في موقف حي السادات في محيط «ساحة التحرير» بوسط العاصمة ، ما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص. كما استمرت المواجهات في مخيم اليرموك جنوبدمشق تحت غطاء من القصف الجوي. وواصلت القوات النظامة قصفها على حي الخالدية في حمص وسط اشتباكات عند أطراف الحي وفي أحياء باب هود والورشة وجورة الشياح. وشن الطيران الحربي أربع غارات على القلعة الأثرية ومناطق أخرى في مدينة الحصن وعلى مزارع قرية الزارة حيث كان مقاتلو المعارضة حققوا بعض المكاسب العسكرية في الأيام الماضية. وأوضح «المرصد» أن القوات النظامية أمهلت أهالي قرية الزارة وقلعة الحصن حتى الساعة التاسعة من مساء امس للخروج من منازلهم. وارتفع عدد القتلى في قرية قميري إلى سبعة، هم ضابطان برتبة مقدم وملازم أول وعسكري وأربعة مدنيين، في اشتباكات في القرية التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية. واعتبر «الجيش الحر» أمس اغتيال متشددين إسلاميين تربطهم صلات بتنظيم «القاعدة» قائداً كبيراً لديه «إعلان حرب»، بعدما اغتال مقاتلو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» اول من امس قائد «كتيبة العز بن عبد السلام» كمال حمامي (ابو بصير الجبلاوي) اثر محاولة عناصر من «الدولة الاسلامية» ازالة حاجز اقامه عناصر الكتيبة في منطقة نفوذهم» في منطقة جبل التركمان شمال مدينة اللاذقية. وقال قائد كبير في المعارضة طلب عدم ذكر اسمه: «لن ندعهم يفلتون بهذا». وذكرت مصادر أخرى في المعارضة أن القتل جاء بعد نزاع بين قوات حمامي وتنظيم «الدولة الإسلامية» حول السيطرة على نقطة تفتيش استراتيجية في اللاذقية. ويحاول «الجيش الحر» بناء شبكة من خطوط الإمداد والتموين وتعزيز وجوده في انحاء سورية. وكتب الرئيس السابق ل «الائتلاف الوطني» معاذ الخطيب ان قتلة «ابو بصير» هم «عصابة إجرام ليس لها سقف من دين ولا خلق ولا حب وطن، تظن الجهاد دماً وقتلاً». واضاف: «لست أبكي استشهاده، فقد باع نفسه لله، ولكن أخشى أن يكون قتله بداية فتنة تأكل أخضراً ويابساً». الى ذلك، قال مصدر ديبلوماسي فرنسي ان رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد الجربا سيزور باريس قبل نهاية الشهر الجاري تلبية لدعوة وجهها اليه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو، إن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين فابيوس والجربا اول من أمس أظهر «تقارباً كبيرا في المواقف حول عدد من الأمور ومنها ضرورة ضمان وحدة الائتلاف والتنسيق مع الجيش الحر، وضرورة ايجاد نهج وحل سياسي بعد إعادة التوازن العسكري على الأرض».