قال الجيش السوري الحر إنه أحرز تقدما في محافظات عدة بينها الرّقة في الوقت الذي تحدثت فيه قيادته عن بدء وصول أسلحة متطورة للمعارضة, في حين استمر القصف والاشتباكات بلا توقف في مناطق مختلفة. وذكر قادة ميدانيون أن جيش الحر سيطر على معظم الفرقة السابعة عشرة في الرقة التي اندلع القتال حولها منذ شهور. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على مدينة الرقة بالكامل في مارس الماضي, لكنهم يُواجهون منذ ذلك الحين بمقاومة ضارية من القوات النظامية المتمركزة في الفرقة 17 وفي اللواء 93 في عين عيسى بريف المحافظة. وتحدث قادة الجيش الحر أيضا عن تقدم قواتهم في بعض أحياء دير الزور, وكذلك في حلب ودرعا والطريق بين أريحا بمحافظة إدلب واللاذقية. ويأتي هذا التقدم الذي يحاول مقاتلو المعارضة ترسيخه بالسيطرة على قواعد عسكرية مهمة, في وقت أشار قائد أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس إلى وصول أسلحة نوعية لقواته, في حين قالت مصادر أخرى من الجيش الحر إن تلك الأسلحة بدأت تعطي أكلها على الميدان. ويعتقد أن الأسلحة التي تلقاها مقاتلو المعارضة تضم أسلحة دفاع جوي وأخرى مضادة للدبابات. ولا يزال الكونغرس الأميركي يعطل تقديم أسلحة للمعارضة السورية خشية أن تقع في أيدي جماعات تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتوصف بالمتشددة على غرار جبهة النصرة. في حين عبرت المعارضة السورية عن قلقها حيال محاولات المشرعين الأمريكيين عرقلة إرسال أسلحة أمريكية إلى مقاتلي المعارضة وكررت المعارضة تأكيدها ان الأسلحة لن تذهب الى عناصر متشددة. وكان أعضاء في لجنتي المخابرات بمجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين عبروا عن تحفظات بشأن خطط حكومة أوباما لمساندة مقاتلي المعارضة بتزويدهم بالعتاد الحربي خشية أن تسقط الأسلحة في الأيدي الخطأ. غير ان مسؤولا من بلد عربي ومصادر في المعارضة السورية قالت أول أمس الخميس لرويترز أنه لم يصل لمقاتلي المعارضة شيء من هذه المعونة العسكرية المتوقعة. وقال الائتلاف الوطني السوري في بيان صحفي إن الائتلاف والجيش السوري الحر «اتخذوا بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان التدقيق الكامل والشامل لكل القوات المسلحة المنضوية تحت قيادتنا.» واضاف البيان «سنفرض بشكل صارم هذه القيود لضمان ان تبقى الأسلحة في سيطرة القوى المعتدلة في صفوف المعارضة.» وكان البيت الأبيض أعلن في يونيو أنه سيقدم أسلحة إلى جماعات مختارة من مقاتلي المعارضة بعد ان أحجم عن التدخل في الحرب الدائرة منذ عامين والتي تقول الاممالمتحدة إنها اسفرت عن مقتل زهاء 100 ألف شخص. يأتي هذا التقدم الذي يحاول مقاتلو المعارضة ترسيخه بالسيطرة على قواعد عسكرية مهمة, في وقت أشار قائد أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس إلى وصول أسلحة نوعية لقواته وقال الائتلاف ان روسيا وايران حليفتي الأسد زودتا القوات الحكومية السورية بالأسلحة. قصف مستمر وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام قصفت صباح امس حي برزة بمدافع الهاون والرشاشات الثقيلة بعدما قصفته قبل ذلك بصاروخي أرض أرض. وفي وقت سابق تعرض حي جوبر بدمشق أيضا لقصف مدفعي. وشمل القصف في الساعات الأولى من نهار امس بلدات في ريف دمشق بينها الزبداني ويبرود وفقا لشبكة شام ولجان التنسيق. وبشكل متزامن, اندلعت اشتباكات في معضمية الشام, التي تحاول القوات النظامية اقتحامها, وكذلك في عين ترما, وعند المتحلق الجنوبي في محيط دمشق. وتجدد القصف فجر امس على أحياء حمص المحاصرة ومنها حي الخالدية الذي قتل في محيطه الخميس ثمانية عناصر من القوات النظامية وقوات الدفاع التابعة لها، حسب ناشطين. وفي محيط حمص, قصفت القوات النظامية بلدة الحصن وقرية الزارة. وشمل القصف أيضا مناطق في درعا البلد, التي تدور فيها اشتباكات منذ أيام, وبلدات قريبة منها مثل تسيل وسحم الجولان. وتجدد القتال في أحياء بحلب بينها صلاح الدين والراشدين والشيخ مقصود, بينما تعرضت بلدة السفيرة لقصف صاروخي من قوات النظام المتمركزة في معامل الدفاع حسب شبكة شام. وسُجّلت أيضا اشتباكات في حيي الموظفين والحويقة بدير الزور, في حين تبنت كتائب أحرار الشام الإسلامية تفجير شاحنة ملغمة في حاجز للقوات النظام في ريف حماة, ووصفت العملية بالنوعية. وفي الحسكة, شن الطيران الحربي السوري غارة بالقنابل الفراغية على بلدة تل حميس، حسب لجان التنسيق المحلية. مظاهرات على صعيد آخر, تظاهر السوريون أمس بعد صلاة الجمعة تحت شعار «حتى نغير ما بأنفسنا» دعما للثورة. وتأتي هذه الدعوة في ظل توتر بين فصائل من الجيش الحر وأخرى توصف بالمتشددة عقب اغتيال القائد الميداني لكتيبة العز بن عبد السلام في الجيش الحر كمال حمامي بريف اللاذقية. وكان آلاف السوريين تظاهروا الجمعة الماضية لمطالبة كتائب الثوار بتوحيد صفوفها في مواجهة القوات النظامية. وتكررت مثل هذه الحوادث في سوريا خلال الفترة الاخيرة، مؤشرة الى توتر متصاعد بين المجموعات المقاتلة تحت لواء الجيش الحر والمجموعات الاسلامية الجهادية المؤلفة في جزء كبير منها من مقاتلين غير سوريين.