طلب الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن، اللجوء الموقت في روسيا. وصرحت مساعدة مدير مكتب «هيومان رايتس ووتش» في موسكو تاتيانا لوكشينا التي شاركت في لقاء حقوقيين مع سنودن في مطار موسكو، بأن الأخير طلب خلال اللقاء لجوءاً موقتاً في روسيا لأنه لا يستطيع حالياً السفر إلى أميركا اللاتينية. وقالت لوكشينا إن سنودن يريد أن تتوجه منظمات حقوقية بطلب إلى الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بالامتناع عن التدخّل في عملية حصوله على اللجوء السياسي، فيما قال المحامي الروسي غنري رزنيك الذي شارك في اللقاء إن سنودن «وعد بالتوقف عن الحاق الضرر بسمعة الولاياتالمتحدة». وكان الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اعلن ان سنودن يستطيع البقاء في روسيا شرط أن يوقف نشاطاته ضد الولاياتالمتحدة. وأكدت عضو المجلس الاجتماعي الروسي أولغا كوستينا التي شاركت في هذا اللقاء، أن سنودن طلب اللجوء السياسي في روسيا. وأتى ذلك إثر تلبية نشطاء حقوقيين ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان دعوة سنودن إلى عقد لقاء معه في مطار «شيريميتييفو» لبحث حملة الملاحقة التي تشنها السلطات الأميركية ضده. وقال سنودن في الرسالة إنه يواجه «حملة اضطهاد غير شرعية» من جانب واشنطن تستهدف منعه من الحصول على حق اللجوء في دول أخرى. وأشار إلى أن «العديد من الدول الشجاعة» عرضت عليه الدعم واللجوء، إلاّ أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى منعه من الاستفادة من هذه العروض. وأتى ذلك في وقت أثار وضع سنودن القانوني وما كشفه حول برامج التجسس الأميركية تجاذبات عميقة بين الخصوم والحلفاء على حدّ سواء، فيما لا يزال لاجئاً في منطقة الترانزيت في مطار موسكو بحثاً عن دولة تستضيفه، منذ وصوله من هونغ كونغ في 23 حزيران (يونيو) الماضي. من جهة أخرى، أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن خيبة أمله من تعاطي الصين مع قضية سنودن الذي تمكن من مغادرة هونغ كونغ إلى روسيا على رغم طلب واشنطن استرجاعه، لكنه أكد أهمية التعاون الأميركي - الصيني في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية. والتقى الرئيس الأميركي موفدَي الصين الى الحوار الاستراتيجي والاقتصادي الأميركي - الصيني وهما نائب رئيس الوزراء وانغ يانغ وعضو مجلس الدولة يانغ جيتشي. وعبّر أوباما خلال اللقاء عن مخاوفه من سرقة الأسرار التجارية إلكترونياً، ورحب بالجهود لتطوير قواعد ومعايير تطبق في الفضاء الإلكتروني. اميركا الجنوبية على صعيد آخر، أعلن وزير خارجية فنزويلا الياس خاوا، أن كراكاس «لم تتلق بعد» أي ردّ من سنودن، على العرض الذي قدمته له بمنحه حق اللجوء، مؤكداً عدم حصول أي اتصال بالأخير. وعقد قادة بلدان السوق المشتركة لدول أميركا الجنوبية (ميركوسور) قمةً في عاصمة الأورغواي مونتيفيديو أمس، للبحث في المزاعم حول قيام الولاياتالمتحدة بعمليات تجسس على الاتصالات. وشارك في القمة رؤساء البرازيل ديلما روسيف وفنزويلا نيكولاس مادورو والأرجنتين كريستينا كيرشنر والاوروغواي خوسيه موخيكا. وصرح وزير خارجية فنزويلا بأنه ونظراءه اتفقوا عشية القمة على أن «تدين السوق المشتركة لدول أميركا اللاتينية عمليات المراقبة والسيطرة الدولية التي طورتها الحكومة الأميركية والتي تنتهك خصوصيات المواطنين وسيادة الدول». واعتبر وزير الخارجية البرازيلي انتونيو باتريوتا أن في وسع دول أميركا الجنوبية «التحرك ضمن أطر قانونية معينة» لدى منظمات، من دون أن يعطي إيضاحات اخرى. «مايكروسوفت» وفي سياق متصل، كشفت صحيفة ال «غارديان» البريطانية أمس، أن شركة «مايكروسوفت» العملاقة للبرمجيات تعاونت مع وكالة الأمن القومي الأميركي وساعدتها في الوصول إلى الرسائل المشفّرة، في إطار برنامج التجسس «بريزم» الذي اثار جدلاً واسعاً حول العالم. وأكدت الصحيفة أنها حصلت على وثائق سرية للغاية زوّدها بها سنودن تثبت تعاون «مايكروسوفت» مع الوكالة ومساعدتها على التحايل على التشفير الخاص بها لاعتراض اتصالات المستخدمين. وأضافت الصحيفة أن الوثائق تُظهر أن «مايكروسوفت» ساعدت وكالة الأمن القومي الأميركي على تجاوز تشفير الشركة لتمكينها من اعتراض الدردشات على شبكة الإنترنت، وأن الوكالة كان لديها بالفعل مدخل إلى رسائل البريد الإلكتروني المشفرة على مواقع من بينها «هوتميل». وأشارت ال «غارديان» إلى أن الشركة عملت مع مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) هذا العام لتسهيل وصول وكالة الأمن القومي (ان اس أي) عبر برنامج «بريزم» إلى خدمة تخزين معلومتها «سكايدرايف»، الذي يملك الآن أكثر من 250 مليون مستخدم في أنحاء العالم».