سجلت مبيعات محال القهوة والهيل والبن والطحين، في محافظة الأحساء، انخفاضاً «لافتاً»، إثر انتشار فيروس «كورونا»، خلال الأشهر الماضية. وافتقد شارع الحداديد للزحام الذي يشهده قبل شهر رمضان وعيد الفطر من كل عام، مع توافد أعداد كبيرة من مشتري مستلزمات رمضان المبارك، خصوصاً من مواطني دول الخليج العربي الذين دأبوا على المجيء لهذا الشارع، الذي تسيطر عليه رائحة القهوة العربية. ويكتسب شارع «الحداديد» الواقع بالقرب من سوق القيصرية الشعبي في مدينة الهفوف، شهرة واسعة تراكمت على مدار 80 سنة، مستقطباً زبائن من خارج محافظة الأحساء، ومن دول الخليج. ساعده على ذلك انخفاض أسعار كثير من سلعه، مقارنة بأسواق بقية دول الخليج، خصوصاً البن والقهوة بجميع أنواعها، والطحين والهيل والزعفران، ومعظم أنواع الحبوب التي يكثر الإقبال عليها في شهر رمضان المبارك. ويرتاد الشارع مشترون سعوديون منذ وقت مبكر، وحتى صلاة الظهر، وكذلك في الفترة من بعد صلاة العصر وحتى وقت متأخر من الليل، إلا أن الحضور الخليجي يكاد يكون «نادراً» هذا العام، بعدما كان القطريون والإماراتيون والبحرينيون أبرز المتسوقين في محال هذا الشارع. ويقول محمد الجبارة، الذي يملك محلاً لبيع القهوة وخلافها: «إن فيروس كورونا تسبب في تدني عدد الزبائن في السوق. وأدى تركيز وسائل الإعلام، على نشر أخبار المرض إلى تخوف الكثير من الزبائن الذين كانوا يفدون إلى السوق، خصوصاً من دول الخليج، الذين يشكلون نسبة عالية جداً من المشترين، خصوصاً في موسم الصيف، لاقتناء حاجاتهم لحفلات الزواج، وشهر رمضان، وعيدي الفطر والأضحى المباركين». وتحدث الجبارة عن تلقي «اتصالات من زبائن خليجيين يسألون عن مدى خطورة هذا المرض، وسرعة انتشاره. ونحن نطمئنهم إلى محدودية انتشاره»، مستدركاً «لا يمكن تبديد كل المخاوف التي زرعها الإعلام في أذهان الناس، فبعض المتصلين يعتقدون أن الفيروس أصاب واحداً من كل ثلاثة أحسائيين». وأكد محمد القطان (صاحب محل)، أن «انتشار «كورونا» تسبب في تراجع المبيعات بنسبة 60 في المئة هذا العام، مقارنة بالعام الذي سبقه، خصوصاً الزبائن من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي»، لافتاً إلى أنه «في حال استمر هذا التراجع في حجم المبيعات لأشهر عدة، فقد نتعرض إلى خسائر باهظة جداً». اللافت أن هناك زبائن خليجيين يتواصلون مع أقاربهم في الأحساء، لشراء المواد الغذائية ومستلزمات القهوة، وإرسالها لهم، من دون أن يضطروا هم إلى الحضور، خوفاً من فيروس «كورونا». ويقول ناصر المري، القادم من الإمارات العربية المتحدة: «أنا من الزبائن المترددين على هذه المحال في كل عام، وغالباً أزور السوق بين 3 إلى 4 مرات في العام»، ويعزو ذلك إلى «انخفاض الأسعار، وتوافر مستلزمات الضيافة، خصوصاً القهوة التي تُعد من الأساسيات في الضيافة العربية». ويقول فهد عبدالله، الآتي من قطر: «أحرص كل عام على اصطحاب والدتي وزوجتي، لزيارة الأحساء، والتبضع منها لأسباب عدة، أبرزها قربها من قطر، ووجود جميع السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية، ومستلزمات القهوة، خصوصاً في شهر رمضان وعيد الفطر». أما السعودي خالد المحضار، فيحرص على شراء القهوة والهيل والطحين من هذه المحال بسبب «أسعارها المناسبة، وجودة السلع». ولا يكتفي المحضار، بشراء حاجاته الشخصية، فهو يتبضع لعدد من أصدقائه القطريين الذين تعرف اليهم خلال سنوات دراسته الجامعية. ويقول: «كثير من معارفي القطريين، لا يعترفون بشيء اسمه قهوة، إلا إذا اشتروها من الأحساء، على رغم توافر أنواع منها في أسواق الدوحة»، مضيفاً: «البعض لا يهتم بالسعر، ولكن حين يقول المضيف لضيوفه، قهوتي اشتريتها من الأحساء، فهذا يعني لهم الكثير».