شهدت محافظة الاحساء خلال الأيام الثلاثة الماضية تدفق آلاف الأسر القادمة من دولة قطر الشقيقة وذلك بغرض شراء مقاضي (مستلزمات) شهر رمضان المبارك. ودفعت أسعار مقاضي رمضان (التي وصفت بالأسعار المغرية بالنسبة للقطريين) في الاحساء، إلى حرص عدد هائل من أرباب الأسر لقطع مسافة 250كم، هي المسافة من العاصمة القطرية الدوحة إلى مدينة الهفوف التي تضم الأسواق والمحال التجارية التي يفضلها القطريون للتبضع، على الرغم من الغياب القسري لسوق القيصرية المعروف، الذي كان يعج في عطلة نهاية كل أسبوع وعلى مدار العام بالقطريين. (الرياض) انتقلت إلى شارع الحدادين، الشارع الملاصق لسوق القيصرية، والذي "يقع في قلب مدينة الهفوف وأعرق مواقعها الأثرية"، والذي يضم أشهر محلات بيع المواد الغذائية وبيع البهارات بأنواعها، ورصدت تواجد عشرات الأسر التي كانت تتنقل بين المحال التي تصطف على جانبي مدخل شارع الحدادين 0المواطن القطري عبدالله احمد الحمادي كان أول من استوقفناه، ولدى سؤالنا عن سبب حرصه على شراء مقاضي رمضان من الاحساء، أجاب أن الأسعار ونوعية البضائع مع جودتها كانت الأسباب التي دفعته صوب الاحساء، وأضاف الحمادي: الفارق الكبير في السعر بين أسواق الدوحةوالاحساء يصل إلى 50%، وهذا بلا شك عنصر مشجع لقطع هذه المسافة لشراء مقاضي رمضان، خصوصاً وأن مشترياتنا في رمضان كثيرة جداً، لذا سيكون الفارق واضحا وسنوفر مبلغا كبيرا . ويشير جاسم العبيدان أن آخر زيارة له للاحساء كانت قبل خمس سنوات، وهذا العام قرر زيارة للاحساء في الأيام الأخيرة من شعبان بغرض شراء مقاضي رمضان، وأكد العبيدان أنه شعر بالفارق الشاسع في الأسعار بين الدوحةوالاحساء، أما شريدة المطلق فشكا من ارتفاع الأسعار في الاحساء، مشيراً إلى أن الفارق في السعر بين الدوحةوالاحساء بات بسيطا جداً لافتاً إلى أن ما دفعه لزيارة الاحساء رغبته في تغيير الجو ومعها التسوق 0أما محمد أحمد بوفيصل الذي اعتاد على زيارة الاحساء بشكل شهري قبل أن ينقطع عنها لمدة عشر سنوات، فيؤكد أنه وجد أن أسعار المواد الغذائية والبهارات والتمر في الاحساء أقل من الدوحة بنسبة قد تصل "على حد قوله" إلى 70% ! ويضيف بو فيصل أن الاحساء وتاريخها وأسواقها وطيبة أهلها كلها عوامل تجذبه، ووجه كلامه لنا قائلاً: من اليوم فصاعدا إذا أردتم رؤيتي في نهاية كل أسبوع فتعالوا إلى شارع الحدادين. ويرى عبدالرحمن النجار أن كثيرا من البضائع في الاحساء لا يتوفر لها مثيل في الدوحة، كما يضم النجار صوته مع القائلين ببلوغ الفارق في السعر بين المدينتين إلى 50% مرجعا سبب زيارته للاحساء بشكل دائم إلى هذا الانخفاض في الأسعار. ويدفع تنوع البضائع وتوفرها بالشكل الذي يرغبه، دفع جابر الهاجري وسعد الكعبي، دفعهما لأن تكون الاحساء مكانا لشراء جميع مستلزماتهما "ولاسيما لشهر رمضان المبارك"، وبينا أنهما لا يستطيعان أن يصوما شهر رمضان دون أن تكون المقاضي التي يأكلانها قد اشترياها من محلات الاحساء المتخصصة في بيع المواد الغذائية الجيدة والأصيلة، ويضيف سعد الكعبي أن القرب الجغرافي من الاحساء عامل محفز ومشجع للكثير لزيارة الاحساء كلما دعت الضرورة، أو في بعض الأحيان للتمشي وقضاء ممتع وللتسوق 0وخلال انشغالهما بتحميل مقاضيهما التي انتهيا للتو من شرائها، توقفنا عند سيارة الشقيقين محمد ومحسن سالم المري اللذان قالا أنهما يعتبران نفسيهما من أبناء الاحساء لكثرة ترددهما على الاحساء وشراء مستلزماتهم لشهر رمضان أو غير الشهر الكريم، وبينا أنهما بدآ يلاحظان ارتفاعا في الأسعار بشكل مغاير عن السابق، ودعا محمد ومحسن المسئولين في المملكة إلى كبح جماح الأسعار والحد من استغلال البعض في رفع الأسعار بطريقة جشعة 0وحول أبرز مشتريات القطريين من أسواق الاحساء أجاب جابر الهاجري أن التمر والرطب هما الأبرز بالنسبة له، فيما أشار محمد أبو فيصل إلى القهوة والهيل ومقاضي رمضان الأخرى، ويبدي شريدة المطلق حبه الخاص لشراء الرز الحساوي في كل عام، لافتاً إلى أن وجبة الرز الحساوي مع اللحم هي من الوجبات الرئيسية على مائدته في رمضان، أما جاسم العبيدان فلم يخف ولعه الشديد بتناول تمر الخلاص أو رطب الخلاص على مائدة الفطور والسحور في رمضان، وأضاف أنا ممن يشجع ويدعو القطريين لزيارة الاحساء للتبضع فيها وشراء التمر الحساوي لجودته، ويفضل عبدالله الحمادي شراء الطحين وخلطات القهوة والهيل من الاحساء. المواطن ابراهيم الرمضان "صاحب محل ومحمصة لبيع الهيل والقهوة" أشار إلى أن القطريين يمثلون كباعة متسوقين هامين، معللا كلامه بكون أعداد القطريين آخذة في الازدياد عاماً بعد آخر، وأضاف أن نسبة المتسوقين القطريين مع قرب دخول الشهر الكريم يصل إلى 40%.