لم يستبعد كثر من المتابعين لبرنامج «أمير الشعراء»، الذي اختتمت حلقاته مساء الأربعاء الماضي، طغيان الجانب السياسي في حيثيات اختيار الفائز باللقب، أكثر من أي اعتبار آخر، كتصويت الجمهور أو تقدير لجنة التحكيم. وتردد أن ذهاب اللقب إلى المتسابق المصري علاء جانب، الذي لم يكن أفضل المتسابقين بحسب متذوقي الشعر، جاء تحية لمصر في لحظة عصيبة من تاريخها، لحظة توجّت بتوديع حكم «الإخوان المسلمين»، الوداع الذي يبدو أنه قوبل بالرضا والفرح في أبو ظبي. ومنذ الوهلة الأولى، تعمد المتسابق المصري، إقحام ما يحدث في القاهرة من ثورة ضد حكم الإخوان في مشاركته، الأمر الذي دفع لجنة التحكيم إلى طمأنته وأن ما يحصل، سيبعد الغمة، التي هيمنت على الشعب المصري، إلى الأبد. وإضافة إلى البردة التي تمثل الإرث التاريخي للعرب، والخاتم الذي يرمز للقب الإمارة - تبلغ القيمة المادية للفائز بلقب «أمير الشعراء» مليون درهم إماراتي. فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 500 ألف درهم إماراتي، وللثالث 300 ألف درهم إماراتي، أما جائزة الرابع فهي 200 ألف درهم إماراتي، وتبلغ جائزة الخامس 100 ألف درهم إماراتي . إضافة إلى تكفل إدارة المسابقة بإصدار دواوين شعرية مقروءة ومسموعة للفائزين. أمير بين عشرين وبعد توقعه الوصول إلى النهائيات برفقة زميله الشيخ ولد بلّعمش، وتنافسه وإياه على المركزين الأول والثاني، تحقق حلم المصري علاء جانب من جهة حمله اللقب والفوز ببردة الشعر وخاتمه، لكنه لم يتحقق من جهة الشاعر الموريتاني الذي حلّ ثالثاً، إذ ذهب المركز الثاني للشاعر اليمني يحيى وهاس. ففي حلقة مساء الأربعاء الماضي، آخر حلقات «أمير الشعراء»، وأهمها، ليس لأنه من خلالها ينتهي الموسم الخامس من هذه المسابقة التي تقام منذ عام 2007 على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي؛ إنما لأن أميراً قد تُوِّج بعد منافسات بين الشعراء ال20، ومن ثم بين الشعراء الستة الذين وقفوا على خشبة المسرح في الأسبوع الماضي، واستمروا حتى الحلقة الأخيرة التي قدمها الفنان باسم ياخور الذي تلاعب كثيراً - كجزء من التشويق - بأعصاب الجمهور، والشعراء وهم: علاء جانب(مصر) الذي حصل في الحلقة السابقة على أعلى الدرجات ممثلة ب29 من درجات لجنة التحكيم من أصل 30، الشيخ ولد بلّعمش(موريتانيا) الذي حصل على 24 درجة، محمد أبو شرارة (السعوية) 25 درجة، هشام الصقري(سلطنة عُمان) 25 درجة، يحيى وهاس(اليمن) 24 درجة، وأخيراً ليندا إبراهيم (سورية) 23 درجة، وهي التي خرجت من المسابقة بسبب حصولها على أقل الدرجات، بعد إضافة درجات تصويت الجمهور وهي 40 درجة. وزاد حضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من أهمية الحلقة، إلى جانب محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث بديوان ولي عهد أبوظبي؛ عضو مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة؛ رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، إضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم، الدكتور عبدالملك مرتاض، والدكتور علي بن تميم، والدكتور صلاح فضل، الذين كانوا مستعدين ليلة أمس لإكمال مهمتهم في إضفاء لمساتهم النقدية على ما يقدمه الشعراء. مع إعلان النتائج كرم وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، محمد خلف المزروعي، الفائزين الذين حصلوا على الدرجات النهائية التالية: يحيى وهاس 59 درجة، الشيخ ولد بلّعمش 56 درجة، هشام الصقري 55 درجة، محمد أبو شرارة 54 درجة، أما الأول علاء جانب الذي حصل على 69 درجة فقد سلمه البردة والخاتم الشاعر اليمني الفائز في الدورة الماضية من المسابقة عبدالعزيز الزراعي. وكان برنامج «أمير الشعراء» حصل أهم جائزتين عام 2009 في مجال العمل التلفزيوني على الصعيدين العربي والعالمي، كأفضل برنامج مُبدع في مهرجان A.I.B البريطاني، وعلى الجائزة الذهبية كأفضل برنامج في مهرجان الخليج للتلفزيون بمملكة البحرين بمشاركة المئات من الأعمال العربية. كما أن البرنامج يحظى بنسبة مشاهدة تعتبر عالية، وكان له تأثير في عودة الشعر إلى الواجهة.