ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان القاضي صقر صقر أمس، على 37 شخصاً بينهم الشيخ أحمد الأسير ونجلاه وفضل شاكر، من ضمنهم 27 موقوفاً في اشتباكات عبرا بين الجيش اللبناني ومسلحي الأسير (3 سوريين وفلسطينيان والباقون لبنانيون). وأسند إليهم إقدامهم على «تأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والأموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها العسكرية وإقدامهم على قتل 19 عسكرياً عمداً ومحاولة قتل آخرين وحيازة أسلحة ومتفجرات». وأسند الادعاء إلى الأسير إقدامه على «إلقاء خطب تمس بالمؤسسة العسكرية وشحن النفوس والإخلال بالسلم الأهلي وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية». وأحال صقر ادعاءه على قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا، طالباً «استجواب الموقوفين وإصدار مذكرات توقيف وجاهية بحقهم وأخرى غيابية بحق الفارين من المدعى عليهم غيابياً وذلك سنداً إلى مواد قانونية تعاقب بالإعدام». وباشرت في هذه الأثناء لجان مختصة من الجيش بالتنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة، مسح الأضرار الناجمة عن أحداث عبرا وضواحيها. ودعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه «المواطنين المعنيين إلى تقديم المستندات الثبوتية الشخصية والقانونية للمساكن والمنشآت والممتلكات المتضررة، وإيداعها لدى مراكز البلديات في المناطق التي طاولتها الأحداث». وزار رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس أمين الجميل النائب بهية الحريري في صيدا، ووقّع الجميل عريضة حملة «بيكفي خوف» التي أطلقتها مجموعة من ناشطي المجتمع المدني الشباب في صيدا. وشدد الجميل على أن «ما حصل في صيدا دليل جديد وقاطع أن لا حل ولا أمن ولا استقرار ولا سلام إلا بالعودة إلى كنف الدولة التي تتحمل مسؤوليتها تجاه المواطنين ولا يكون هناك إلا سلاح الدولة، الذي يحمي كل الناس ونتخلص نهائياً من كل هذه البؤر الخارجة عن سلطة الدولة». وكانت الحريري شاركت في اجتماع استثنائي للمكتب التنفيذي في تيار «المستقبل»، في مجدليون وأكدت أن «المواطن يشعر ان مواطنيته غير مكتملة العناصر بسبب محاولات إسقاط الدولة بشكل مستدام وما رأيتموه في صيدا زاد من هذا الشعور ومن الشرخ بين الناس والدولة». ولفتت إلى أن «ما رأيناه، ليس صراعاً بين الجيش وطائفة معينة، لأن القضية ليست قضية طائفة، وإنما مشروع الدولة». وقالت: «ما حصل خطير ودقيق. وحاولنا منذ اللحظة الأولى استدراك الأمور ولا سيما في موضوع الموقوفين والملاحقين والإشاعات والممارسات التي رأيناها والعنتريات التي كانت توحي بانتصار فريق على آخر». وأكّدت أنه «في النهاية لم ينتصر أحد وهذا الوهم الذي يحاولون إشاعته لا يصرف عند أحد ولا في أي مكان ووضعنا مذكرة رفعناها الى رئيس الجمهورية ضمناها كل الهواجس والمطالب»، مشددة على «أن التعصب لا يؤدي إلى مكان». ولاحقاً صدر عن المجتمعين بيان نوه ب «حكمة أهالي صيدا ووعيهم خطورة المخطط الذي كان يستهدف مدينتهم، بما تمثله من مدينة للحياة وعاصمة للاعتدال وللعيش المشترك وللسلم الأهلي». وأشاد ب «تمسكهم بدولتهم وجيشها الوطني وقواها الأمنية باعتبارها الوحيدة المسؤولة عن إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة، ورفض اي سلاح في المدينة غير سلاح الشرعية». وجدد مطالبة «المؤسسة العسكرية بالتحقيق الشفاف والسريع في أحداث صيدا وكل ما رافقها وأعقبها من ممارسات طاولت مدنيين أبرياء ومن تداول معلومات وأخبار عن مشاركة قوى غير نظامية في تلك الأحداث». ولفت الى ان «تيار المستقبل التزم مضامين رسالة الرئيس سعد الحريري إلى اللبنانيين، والتي دقت ناقوس الخطر إزاء المخاطر المحدقة بلبنان جراء تورط فريق من اللبنانيين في القتال في سورية واستدراج نار هذه الحرب الى لبنان». وطالب بتطبيق بنود المذكرة المرفوعة الى سليمان «لأن الضرب بيد من حديد للقضاء على جزء من المشكلة، والتراخي مع أصل المشكلة وفصلها، لن يزيدا الأمور إلا تأزماً». ودعا الى «مواجهة منطق الاستقواء على الدولة بإعادة الاعتبار لهذه الدولة». وعرضت قيادتا تيار «المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» في اجتماع مشترك حضرته الحريري والمسؤول السياسي في «الجماعة» بسام حمود «الارتدادات السلبية لأحداث عبرا على صيدا». وأكد المجتمعون «استكمال المعالجة لكل القضايا العالقة على صعيد قضية الموقوفين ووقف الملاحقات». وشددوا على «تفعيل وتسريع عملية مسح الأضرار وإقرار آلية التعويضات»، مطالبين الدولة ب «فرض الأمن والاستقرار بشكل دائم في صيدا من خلال إنهاء كل المظاهر المسلحة غير الشرعية». وكان النائب سامي الجميل لفت في مناسبة كتائبية إلى أن «التوتر في المنطقة فرصة لبناء البلد على أسس جديدة وطبيعية مبنية على مصالحة حقيقية بين اللبنانيين، وأن نتطلع إلى المستقبل انطلاقاً من نظام سياسي جديد وتطلع جديد إلى مستقبل العلاقة بين اللبنانيين تكون مبنية على الاحترام المتبادل والاعتراف بالاختلاف». وحذّر «كل الذين يراهنون على التحالفات الإقليمية ويجرون لبنان إلى اتفاقات». وأمل الأمين العام ل «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد في تصريح امام مخاتير صيدا ب»أن تستعيد المدينة حيويتها وتواصلها وانفتاحها مع محيطها، وهي ركيزة أساسية في مشروع مواجهة التهديد الإسرائيلي».