شهدت مدينة صيدا وبلدة عبرا حال هدوء أمس، بعد قيام الجيش اللبناني بتطهير البلدة، لا سيما محيط مجمع الشيخ أحمد الأسير، فيما تواصلت الدوريات في أنحاء شوارع المدينة ومحيطها. وأبعد الجيش في محيط المجمع الأهالي الذين حضروا لتفقد ممتلكاتهم ومنازلهم في المنطقة، من أجل تفجير إحدى العبوات الناسفة التي كانت مزروعة في المنطقة من أنصار الأسير خوفاً على أرواحهم، كما منع مرور السيارات بالقرب من المنطقة المذكورة. وتابع الرئيس اللبناني ميشال سليمان مسار الأوضاع في منطقة عبرا والخطوات التي يقوم بها الجيش لتنظيف المنطقة من مخلفات العملية العسكرية التي قام بها وبدء العمل على مسح الأضرار تمهيداً لعودة السكان إلى منازلهم واستئناف حياتهم الطبيعية بعد عودة الاستقرار، وفق بيان المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري. وفي هذا الإطار رأس محافظ لبنان الجنوبي نقولا بو ضاهر اجتماعاً في مبنى سراي صيدا الحكومية، حضره رؤساء الدوائر والمؤسسات المعنية عامة، والتنظيم المدني والكهرباء ورؤساء البلديات المعنية بالأحداث التي حصلت منذ أيام في عبرا وذلك بهدف رفع الردميات عن الطرق، وإجراء مسح شامل في البنى التحتية. وتشكلت لجان لهذه الغاية على أن يتم التنسيق مع الهيئة العليا للإغاثة لمعرفة المساعدات وعدم تضارب عملية المسح في ما بينها. إلى ذلك جال المدير العام ل «أوجيرو» عبدالمنعم يوسف مع المحافظ بو ضاهر في منطقة عبرا. وقال يوسف: «جولتنا مع محافظ الجنوب ومع مديري «أوجيرو» المعنيين هي للاطلاع على الأضرار التي نتجت من المعارك التي حصلت في عبرا وتقويمها»، مشيراً إلى أن «إصلاح الأعطال سيبدأ اعتباراً من الغد (اليوم)». وكانت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، نعت في بيان الجندي إبراهيم خضر ديب الذي استشهد صباح أمس، متأثراً بجروح خطيرة كان تعرض لها خلال العمليات العسكرية التي نفذتها قوى الجيش في منطقة صيدا. وهو من بقاع صفرين - قضاء المنية الضنية. قهوجي يعود الجنود الجرحى وتفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي ظهر امس العسكريين الجرحى الذين أصيبوا خلال العمليات العسكرية الاخيرة في صيدا في المستشفى العسكري المركزي – بدارو، واطلع على أوضاعهم الصحية وشؤونهم المختلفة والمعالجات الطبية الجارية لهم. ونوه «بتضحياتهم وتفانيهم في أداء الواجب»،. وكان قهوجي بحث في مكتبه في اليرزة، الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الأمنية الأخيرة في منطقة صيدا، مع كل من وزير الداخلية مروان شربل ووزير الدولة بانوس مانجيان وعضو «كتلة المستقبل» النائب ميشال فرعون الذين زاروه مقدمين التعازي باستشهاد العسكريين. كما عرض قهوجي مع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، شؤوناً قضائية. تضامن سعودي أمت دارة النائب بهية الحريري في مجدليون - صيدا أمس شخصيات سياسية وأمنية، بحثت معها في شؤون المدينة في ضوء الأوضاع التي شهدتها في الأيام الأخيرة. وبحث المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم مع الحريري الوضع الأمني في المدينة وتفرعاته إلى جانب الاعتداء على دارتها الذي عاين أثاره برفقتها. واستقبلت الحريري سفير السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري الذي ثمّن مواقف الحريري وجهودها للتخفيف عن مدينتها أثار المحنة التي مرت بها. ونقل إليها تضامن المملكة معها ومع أبناء صيدا. والتقت الحريري رئيس «حزب الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون يرافقه منسق الأمانة العامة ل «قوى الرابع عشر من آذار» فارس سعيد في زيارة تضامنية معها ولتهنئتها بسلامتها من الأحداث التي مرت بها. وطالب شمعون إثر اللقاء ب «تدابير من الدولة والجيش، لعدم تكرار مثل تلك الأحداث، ومنع الوجود المسلح غير الشرعي». إلى ذلك تابعت الحريري عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة مع الجهات الأمنية والعسكرية والقضائية المختصة، وقضية الملاحقات والتوقيفات، بمشاركة رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي في حضور أمين عام «تيار المستقبل» أحمد الحريري. وجددت الحريري تأكيد «ضرورة العمل على إزالة المظاهر المسلحة في صيدا وجوارها وأن يكون الجيش والقوى الأمنية الشرعية»، مطالبة بأن «لا تكون الملاحقات والتوقيفات عشوائية وأن لا يؤخذ الأشخاص الذين لم يشاركوا في الأحداث التي جرت بجريرة من شارك فيها». ودعا رئيس بلدية صيدا السابق عبدالرحمن البزري الجميع إلى «تقدير دقة المرحلة ومضاعفة الجهود من أجل مساعدة صيدا وأهلها على تجاوز الأزمة التي عاشتها المدينة في الأيام الأخيرة»، معتبراً أن «من حق الجيش اللبناني وواجبه ملاحقة كل من أطلق النار عليه وشارك في الأعمال الحربية ضده»، ومتمنياً على المؤسسة العسكرية «المعروف عنها حكمتها وشجاعتها وحسن تقديرها للمعطيات والظروف أن تأخذ في الاعتبار ضرورة التمييز بين المصلين في مسجد بلال بن رباح والمترددين عليه والمشاركين في بعض التحركات السلمية، وبين من كان وراء الأحداث الأمنية والإشكالات العسكرية والتعديات المتكررة على الجيش اللبناني والقوى الأمنية».