انتهت القمة اللبنانية - الفلسطينية التي عقدت امس في قصر بعبدا بين الرئيسين ميشال سليمان ومحمود عباس، الى تأكيد ان «السلاح الفلسطيني في لبنان هو قرار بيد لبنان ويجب عدم انزلاق الفلسطينيين في التجاذبات والخلافات الداخلية اللبنانية وتحييد أنفسهم عن التداعيات السلبية للأزمة السورية». وكان عباس وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت على متن طائرة خاصة في زيارة رسمية للبنان تستمر ثلاثة أيام. واستقبله في المطار نائب رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل ممثلاً الرئيس سليمان ووزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الأعمال علاء الدين ترو والسفير الفلسطيني لدى لبنان أشرف دبور وممثلون عن الفصائل الفلسطينية. وتوجه عباس على الفور إلى القصر الجمهوري حيث كان سليمان في استقباله واجريا محادثات ثنائية، ثم محادثات موسعة، شارك فيها عن الجانب اللبناني مقبل ووزراء الخارجية عدنان منصور، الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور، العمل سليم جريصاتي، المهجرين علاء الدين ترو، الداخلية مروان شربل، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ومستشارون. وشارك عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، نائب رئيس مجلس الوزراء زياد أبو عمرو، وزير العمل أحمد مجدلاني، الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، السفير دبور ومستشار الرئيس للشؤون الديبلوماسية مجدي الخالدي وأمين سر فصائل منظمة التحرير فتحي أبو العردات. المؤتمر الصحافي وفي ختام المحادثات منح سليمان نظيره الفلسطيني وسام الاستحقاق من الرتبة الاستثنائية، فيما منح عباس نظيره اللبناني وسام نجمة فلسطين. وعقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً.وقال سليمان إن البحث تركز على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وآفاق عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي وقت يسعى لبنان للحفاظ على استقراره وسلمه الأهلي وتفادي انقسامه الأهلي خصوصاً من طريق الالتزام بإعلان بعبدا الذي توافق عليه أطراف الحوار الوطني ولا يزال يلقى تأييداً إقليمياً ودولياً واسعاً»، مثمناً «الجهود التي بذلت لضبط أي تورط من قبل جماعات فلسطينية مسلحة في أحداث صيدا أخيراً، والتي عمل الجيش اللبناني خلالها على فرض سلطة الدولة وهيبة القانون ومنع الانزلاق نحو الفتنة وقدم تضحيات غالية». وأشار سليمان إلى أن البحث تركز أيضاً على «ضرورة العمل معاً لمتابعة قرارات هيئة الحوار الوطني الخاصة بالموضوع الفلسطيني من جوانبه كافة ووضع آلية لتنفيذها، سواء ما يتعلق منها بمعالجة المسائل الحياتية للاجئين بالتعاون المفترض مع وكالة «أونروا» أو ما يتعلق بالسلاح داخل المخيمات وخارجها، وتطرقنا إلى مشكلة اللاجئين الوافدين من سورية وسبل توفير الرعاية لهم بانتظار تأمين شروط عودتهم الآمنة والعاجلة إلى الأراضي السورية، إضافة إلى أهمية استمرار التنسيق والتعاون لمواجهة مخاطر التطرف والإرهاب والأعمال المخلة بالأمن». وقال سليمان إن «في ضوء الأزمات التي يشهدها بعض الدول العربية، اتفقنا على ضرورة ايجاد حلول سياسية لهذه الأزمات والعمل على إعادة ترسيخ مبادئ العيش المشترك ومستلزماته بين مختلف مكونات مجتمعاتنا على قاعدة المشاركة والمواطنة والانتماء القومي». وأكد حرص لبنان على «ألاّ يأتي أي حل بصورة تتعارض مع مصالح لبنان العليا وقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام». عباس أما عباس، فرأى أن المنطقة تعيش حالاً «غير مسبوقة من التحولات التي ستترك بصماتها على مستقبل منطقتنا لعقود، ونحن في فلسطين ندفع بكل ما من شأنه أن يعود بالخير والأمن على شعوبنا وأقطارنا وموقفنا مما يجري في سورية ومصر واضح لا لبس فيه، وهو أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول أو غيرها، وهذه توجيهاتنا لأبناء شعبنا». وأكد «النأي باللاجئين من ابناء شعبنا الذين يعيشون في سورية ولبنان عن النزاعات الداخلية والتأكيد على أننا لسنا طرفاً في أي نزاع أو صراع يقع هنا أو هناك». وأعاد تأكيد أن وجود الفلسطينيين في لبنان موقت إلى حين عودتهم إلى ديارهم وليس فينا من يؤمن بالتوطين إطلاقاً، ونعول على حماية الحكومة اللبنانية لهم ولأمنهم». وشدد على «أن قرار السلاح الفلسطيني بيد رئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية ونحن نطيع كل ما نؤمر به في هذا الموضوع». وأشار عباس إلى أنه أطلع سليمان على المحادثات التي أجراها الجانب الفلسطيني مع وزير الخارجية الأميركية جون كيري «وقدمنا كل ما يمكن من تسهيلات لإنجاح مهمته والكرة الآن في الملعب الإسرائيلي وعليهم أن يثبتوا جديتهم في السعي إلى السلام ونحن ملتزمون مرجعية السلام وخطة الطريق التي تتضمن المبادرة العربية للسلام ونقبلها كما هي من دون تغيير أو تعديل أو تبديل. هي أُنشئت لتنفذ وأعتقد أنها ستنفذ». وقال إنه أطلع سليمان «على المضي في المصالحة الفلسطينية التي لا بديل منها، من خلال العودة إلى الشعب مصدر السلطات ليقول كلمته الفصل في الانتخابات». وجدد القول إن «السلاح الفلسطيني داخل المخيمات تقرره حكومة لبنان وهذا متفق عليه في منظمة التحرير ولكن هناك أشخاصاً خارج المنظمة لا نستطيع أن نوجههم». وأشار سليمان إلى أن عدم استكمال بناء مخيم نهر البارد مرده «أموال وُعدنا بها لم تأت». وعن النازحين من مخيم اليرموك في دمشق، قال عباس: «همنا أن نعيد الأمور مع الحكومة السورية إلى سابق عهدها في المخيم ليعود إليه الذين خرجوا منه، لا نريدهم أن يبقوا هنا وهناك بل العودة إلى الملجأ الأول». وعن تطور الأحداث في مصر، قال: «الأوضاع في مصر صعبة ومعقدة ونتمنى لمصر السلامة والأمن والاستقرار، لا نستطيع أن نبدي رأينا بما يجري لأننا لسنا أصحاب الرأي هناك، نراقب ونتمنى أن تسير الأمور في خطها السليم لتبقى مصر سنداً للأمة العربية كافة».