حرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) خلال لقائه الرئيس اللبناني ميشال سليمان على تنسيق الموقفين اللبناني والفلسطيني عشية زيارة سليمان للولايات المتحدة ولقائه الرئيس الاميركي باراك اوباما وعدداً من المسؤولين الأميركيين، وعشية انضمام لبنان الى العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن اعتبارا من العام المقبل. وكان عباس جدد خلال لقاءات له مع المسؤولين اللبنانيين مواقف كان اطلقها في زيارة سابقة لجهة تأكيد ان «الوجود الفلسطيني في لبنان موقت»، وأن «وضع الفلسطينيين القانوني في لبنان سيبقى كما هو الى أن تحل القضية». وشدَّد على أن «السلطة الفلسطينية تضع نفسها بتصرف الحكومة اللبنانية»، موضحاً أن «الموضوع الأمني داخل المخيمات قضية تنسقها السلطة الفلسطينية بقدر ما يمكن مع الحكومة اللبنانية». وعقد عباس اجتماعاً ثنائياً مع سليمان قبل ان ينضم اليهما لاحقا أعضاء الجانبين اللبناني والفلسطيني. وضم الجانب الفلسطيني رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات والمتحدث الرسمي باسم الرئاسة الوزير نبيل ابو ردينة وعضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» توفيق الطيراوي والقائم بأعمال سفارة دولة فلسطين أشرف دبور. وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية علي الشامي ووزير الدولة وائل ابو فاعور والمدير العام لرئاسة الجمهورية السفير ناجي ابي عاصي والمدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني. وشدَّد الرئيسان اللبناني والفلسطيني في بيان صدر عن القصر الجمهوري «على تمسكهما برفض التوطين، واتفقا على ضرورة إبقاء التواصل قائماً بينهما عبر قنوات يتم تحديدها وعبر السفراء المعتمدين في الاممالمتحدة من أجل استمرار التنسيق في المواقف بما يخدم المصلحتين اللبنانية والفلسطينية». كما اتفقا «على حض المجتمع الدولي على تعزيز القدرات المالية ل «اونروا» لاستمرار القيام بموجباتها الانسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين». وعن العلاقات اللبنانية - الفلسطينية وأوضاع الفلسطينيين المقيمين في لبنان، شدَّد عباس «على أنهم ضيوف في لبنان ويخضعون للسيادة اللبنانية وقوانينها، كما شدَّد على رفض توطينهم في لبنان». وركزت المحادثات «على موضوع المصالحة الفلسطينية والعلاقات العربية - العربية وتنسيق الموقف العربي بما يخدم القضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة». واشار البيان الى انه «طرح خلال المحادثات موضوع مفاوضات السلام وفرص وامكانات استئنافها في ظل الحركة الدولية والاقليمية في هذا الاتجاه، حيث كان هناك تأكيد أن تجميد الاستيطان يشكل مدخلاً أساسياً لاستئناف هذه المفاوضات، وصولاً الى حل عادل وشامل يستند الى قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية للسلام». واعتبر عباس «أن وجود لبنان في مجلس الأمن سيدفع باقتراح إصدار المجلس قراراً بالاعتراف بالدولة الفلسطينية الى الأمام. ولكي يكون واضحاً لكم، إننا حتى الآن كفلسطينيين لم نقرر ذلك، فهذا قرار عربي يجب أن تأخذه الجامعة العربية، واقترحته لجنة المتابعة العربية، وبعد أن يدرس مرة أخرى ويناقش مع الدول العربية وغير العربية، يذهب الى مجلس الأمن، حيث بإمكان شقيقنا لبنان الموجود في المجلس أن يدفع بالتأكيد بهذه العملية الى الأمام». وعن الحقوق المدنية للفلسطينيين الموجودين في لبنان، قال سليمان إن الموضوع «ورد في البيان الوزاري ونحن مطمئنون تماماً الى أن الحكومة اللبنانية ستولي أشقاءها الفلسطينيين المقيمين موقتاً في لبنان كل الرعاية والاهتمام». وعن صحة تشكيل لجنة اغترابية تمنح اللاجئين جوازات سفر، وتشكيل لواء فلسطيني في المخيمات تابع للجيش اللبناني، قال عباس: «لا صحة إطلاقاً للموضوع الاول، ولا توجد جوازات سفر او غيرها، فوضع الفلسطينيين القانوني في لبنان سيبقى كما هو الى أن تحل القضية، أما بالنسبة الى موضوع الأمن في المخيمات، فإنها قضية ننسقها، ولا توجد ألوية او غيرها. وبقدر ما يمكن أن يُسمح لنا لبنانياً أن ننسق مع الحكومة اللبنانية، سننسق، لأن المخيمات هي على أرض لبنانية يعيش عليها الفلسطينيون، والسيادة هي للبنان طبعاً». وتمنى الا يعكس الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني «نفسه على الفلسطينيين في أي بلد وبالتالي ينعكس هذا على البلد الذي يقيمون فيه. نحن حريصون على المصالحة، ووقعنا عليها في 15 تشرين الاول، ونحن جاهزون في أي وقت عندما توقع «حماس»، ان نسير في هذا الخط الى الأمام. كما أعلنا أننا مستعدون لإجراء الانتخابات توافقياً وهذا وارد في المصالحة انه يمكن ان تتم في الثامن والعشرين من حزيران المقبل. وإذا تمت المصالحة، فلا مانع لدينا، إنما على العكس نحن ملزمون أن تجرى الانتخابات في التاريخ المذكور». وعن مصير مفاوضات السلام، في ظل الموقف الاميركي، رأى انه « لا يوجد بديل من السلام إلا السلام، ونحن مؤمنون، وأنا شخصياً مؤمن، بأن لا بديل لعملية السلام إلا السلام، وسنبقى نقاتل سياسياً من أجل السلام. واجرينا مفاوضات مهمة في عهد أولمرت، وقطعنا شوطاً كبيراً، وفتحنا الملفات السبعة بما فيها الاسرى، وللحقيقة لم نغلق أي ملف، وكان هناك تفهم وتفاهم حول مختلف القضايا. وكما قلت نحن لم نقفلها. الآن، الحكومة الاسرائيلية الحالية ترفض أمرين، الاول هو مرجعية المفاوضات، هل هي حدود ال 67 أم غيرها ؟ ونحن نطالب بحدود ال 67. والأمر الثاني هو وقف الاستيطان في شكل كامل، وهم أعلنوا عن وقفه ولكن صورياً، فما قالوه انهم سيوقفون الاستيطان لعشرة أشهر واستثنوا من ذلك ثلاثة آلاف وحدة سكنية و القدس». لقاء بري والحريري وانتقل عباس للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبحثا العلاقات الثنائية وأوضاع الفلسطينيين في لبنان ومسار عملية السلام. ولاحقاً زار رئيس الحكومة سعد الحريري وشارك مساء في عشاء تكريمي أقامه الرئيس سليمان على شرفه في قصر بعبدا بمشاركة شخصيات سياسية وديبلوماسية. وكان عباس وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي عن طريق الأردن على متن طائرة خاصة في إطار جولة عربية تشمل بعد لبنان، مصر وقطر.