أدلى الأوكرانيون أمس، بأصواتهم في انتخابات نيابية مبكرة يأمل الرئيس بيترو بوروشينكو بأن تعزّز موقعه، ما يمنحه تفويضاً لتطبيق برنامجه الإصلاحي وإنهاء نزاع انفصالي في شرق البلاد، إضافة إلى دفع مساعي كييف للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. لكن الاقتراع لا يُنظَّم في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا، إذ يعتزمون تثبيت سلطتهم بتنظيم انتخابات منفصلة الشهر المقبل. وفي موقف تحدٍ، زار بوروشينكو بلدة في منطقة دونيتسك يسيطر عليها الجيش شرق أوكرانيا، لرفع الروح المعنوية لقواته. وكتب على موقع «تويتر» «وصلت إلى دونباس»، حوض المناجم الذي يشمل منطقتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين. كما نشر صورة له مرتدياً زي التمويه في مروحية. زوجة الرئيس مارينا بوروشينكو التي صوّتت بمفردها في مركز اقتراع وسط كييف، قالت إن بوروشينكو يزور دونباس ل»مراقبة عملية التصويت». لكن نادزهدا دانيلتشينكو، وهي عضو في لجنة الانتخابات بمركز اقتراع في بلدة تبعد 50 كيلومتراً عن دونيتسك، أشارت إلى «قصف فيما كنا نعدّ قوائم الناخبين»، مضيفة: «إما أن (الانفصاليين) كانوا يتدربون على إطلاق النار، أو يحاولون ترهيبنا». وفي شرق أوكرانيا حيث ثمة حوالى 3 ملايين ناخب، من أصل 36 مليون ناخب في البلاد، قال شاب في دونيتسك: «لا أعرف أي شخص في محيطي يفكّر في مغادرة دونيتسك للإدلاء بصوته في المنطقة الأوكرانية». كما أن حوالى مليوني ناخب لن يتمكّنوا من التصويت في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا في آذار (مارس) الماضي، ما يعني أن 27 مقعداً نيابياً ستبقى شاغرة. والانتخابات هي الأولى منذ إطاحة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا وفراره من البلاد، اثر حركة احتجاج مدعومة من الغرب استمرت شهراً في ساحة الاستقلال في كييف. لكنها تُنظّم وسط صراع دموي بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في شرق البلاد، أوقع أكثر من 3700 قتيل منذ نيسان (أبريل) الماضي كما أدى إلى فرار أكثر من 800 ألف شخص. ويشرف على الاقتراع حوالى ألفي مراقب دولي، بينهم فريق يضم 800 شخص من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ويخوض الانتخابات 29 حزباً، لكن يُرجّح أن ينال عدد ضئيل منها نسبة 5 في المئة اللازمة لدخول البرلمان. وتظهر استطلاعات للرأي أن حزب بوروشينكو سيفوز بنحو 30 في المئة من الأصوات، ما يجعله القوة الرئيسة في البرلمان ويمنحه تفويضاً لمتابعة خطة لإحلال السلام في شرق أوكرانيا وتنفيذ إصلاحات ضخمة يطالب بها شركاء كييف في الاتحاد الأوروبي. كما سيتوجب على حزب بوروشينكو التحالف مع حزب أو أكثر موالٍ للغرب، خصوصاً الحزب الشعبوي الذي يقوده أوليغ لياشكو وحزب رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك. في المقابل، يُرجَّح ألا يتمكن الحلفاء السابقون ليانوكوفيتش الذين فازوا في انتخابات 2012، من تحقيق نتائج مهمة تتيح لهم تمثيلاً وازناً في البرلمان. وقال بوروشينكو إنه يطمح إلى غالبية برلمانية تقرّ قوانين لدعم جدول أعمال موالي لأوروبا، مضيفاً: «من دون غالبية مشابهة في البرلمان، سيبقى برنامج الرئيس على الورق فقط». وتابع: «سنتمكن أخيراً من انتخاب برلمان موالٍ لأوكرانيا، لا لروسيا، مصمم على مكافحة الفساد ، بدل أن تنخره الرشاوى، ومؤيد لأوروبا». ونبّه إلى أن «الإرادة السياسية وحدها ليست كافية لتطبيق استراتيجية إصلاحية أعددناها»، وزاد: «نحتاج لغالبية في البرلمان أيضاً». وأكد أنه اختار عملية السلام الهشة مع الانفصاليين، مضيفاً: «لن تمنعني أي انتقادات من البحث عن تسوية سلمية» للنزاع.