احتلت أخبار الحرب على «داعش» وأخواتها، وأخبار الحب الذي انتهى بزواج جورج كلوني من الصبية اللبنانية- البريطانية أمل علم الدين، وأخبار القطة السوداء التي عبرت الطريق خلال مراسم الزواج في البندقية، قائمة اهتمام الإعلام العربي والعالمي. حرب وحب، وتشاؤم وتفاؤل، فاختلطت الأشياء والألوان. الدم والورد، واللون الأحمر والأسود، ويبدو في ذلك شيء من التناقض أو التضاد، لكن من وجهة نظرنا، أن في ذلك شيئاً من التوازن، بل فيه لوحة صادقة تعبّر عن شكل الحياة. الصديق الفنان والموسيقار اللبناني إيلي براك صاغ نوتة سياسية عن «داعش» بلهجته الدارجة نشرها في صفحته على «فايسبوك» تقول: «هلّق، داعش مع مين طِلعت؟...إذا الأميركان بيضربوهم، والبريطان والفرنسيين والأستراليين والسعوديين والإماراتيين وتركيا والكل... ولَك، حتى سويسرا بعتت كم واحد يضربوا... يعني صاروا مقطوعين من شجرة وما حدا بيعرف كيف خلقوا... البلد الوحيد اللي بعدوا ساكت وما كتير مبسوط هي إسرائيل... بس أميركا مع إسرائيل، وإسرائيل مع «داعش»، العمى، كيف هيّ؟... ما بعرف... بس مش معقول تكون أميركا ضد إسرائيل... يعني أميركا مع «داعش»؟ شو الطبخة؟». ونجزم بأن صديقنا الفنان الموسيقي لخص ببساطة ما يفكر فيه الجميع ويكتبه عن «داعش». أما زواج النجم الأميركي الوسيم جورج كلوني، فاستطاع أن يسرق كثيراً من الأضواء بزواجه من الشابة اللبنانية- البريطانية أمل علم الدين. هل كان ذلك الاهتمام الإعلامي بسبب نجومية كلوني، أم بسبب وسامته، أم بسبب عدوله عن قرار العزوف عن الزواج بعدما دق قلبه ورقت مشاعره، أم بسبب زواجه من فتاة ذات أصول عربية، أم بسبب الضجر والملل من أخبار الحرب والدم والقتل والمؤمرات والخداع؟ لا نعرف! لكن الزواج كان بكل تأكيد حديث معظم وسائل الإعلام. وحققت قصة الحب شيئاً من التوازن، ولو فترة وجيزة، مع مشاهد الحرب. القطة السوداء التي عبرت الشارع في البندقية خلال مرور موكب العروسين، أثارت فضول الإعلام أيضاً، وشكلت نقطة من نقاط الحوار في الفضائيات. فمنهم من عزا ذلك إلى شؤم ينذر بتهديد الزواج، وآخرون اعتبروا مرور القطة السوداء فألاً جيداً ودليل ازدهار في حياة العروسين. من ناحية أخرى، جورج كلوني ليس الوحيد الذي قرر العزوف عن الزواج، فكثيرون فعلوا ذلك لأسبابهم الخاصة، وأشهر أولئك اثنان من الإعلاميين العرب وأكثرهم وسامة أيضاً، وكلاهما يبدأ اسمه بحرف (ع)، وحجبنا الاسمين خوفاً عليهما من العين، وعيوننا عليهما باردة. الشابة الجميلة أمل علم الدين هي ابنة الزميلة في صحيفة «الحياة» الأستاذة بارعة علم الدين، ما يعني أننا - الكتاب في صحيفة «الحياة» والعاملين فيها أيضاً - أصبحنا «نسايب» الممثل الشهير جورج وزوجته الحسناء أمل، ونما إلى علمنا أن الأستاذين غسان شربل وجميل الذيابي يعملان بجد ونشاط لكي يصل إلى كل منا، وفي أسرع وقت ممكن عبر البريد العاجل، هدية جميلة لمناسبة الزفاف، وهي عبارة عن ماكينة قهوة من التي يسوّق لها الممثل الوسيم، لتكون بادرة صلة رحم مع العروسين، إضافة إلى كمية وافرة وكافية من عبوات القهوة لتساعدنا في الكتابة وتساعد زملاءنا في التحرير والإخراج المميز للصحيفة. أخيراً، «داعش» والحرب عليها قصة مليئة بالغموض، فظهورها غامض، وقوتها غامضة، والخوف منها أكثر غموضاً، واستراتيجية أوباما أمّ الغموض. هل يكمن في ذلك الغموض شيء من التشويق؟ لا نعلم. لكن نقول بيت الشاعر العربي بتصرف: ستبدي لك الأيام ما كان غامضاً... ويأتيك بالأسرار مثل سنودن... ختاماً، نتمنى للشابة الحسناء أمل والممثل الوسيم جورج حياة سعيدة مليئة بالأمل والحب والسعادة. والقطة السوداء للمناسبة، كانت النجمة لدى الفراعنة المصريين عام 3000 قبل الميلاد، كما أنها في الوقت الحاضر فأل حسن في الأعراف الاسكتلندية، كما تعتبر هدية مناسبة للعروس في وسط إنكلترا. ونقول للعروسين ولجميع القراء: تفاءلوا بالخير تجدوه. * باحث سعودي