صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس بأن وزير الخارجية الاميركي جون كيري قدم «طروحات مفيدة وبناءة» لاستئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل، مؤكداً «تفاؤله» بشأن نتيجة جهود كيري. وفي غضون ذلك، اعتبر اكثر من ثلثي الاسرائيليين والفلسطينيين (بالتوالي 68 و69 في المئة) ان فرص قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل في غضون خمسة اعوام ضئيلة او معدومة، بحسب استطلاع مشترك اجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله والجامعة العبرية في القدس، نشر الثلثاء. وصرح عباس في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع رئيس الحكومة الايطالي انريكو ليتا في رام الله: «نحن متفائلون لأن كيري جاد ومصمم على الوصول إلى حل، ونأمل بأن يأتي الوقت القريب جداً للعودة إلى طاولة المفاوضات وتناول كافة القضايا الأساسية بيننا». وهذه أول اشارة تصدر عن الرئيس عباس بشأن فرص العودة الى المفاوضات منذ بدء الجهود الاميركية قبل اربعة شهور. وقال عباس: «عقدنا مع كيري في الأيام الأخيرة ثلاثة اجتماعات للوصول إلى أرضية للبدء في المفاوضات، وقدم كيري طروحات مفيدة وبناءة، وليست سيئة، لكنها تحتاج إلى مزيد من التوضيح والتفسير حتى نتمكن من العودة إلى المفاوضات». وأضاف إن وزير الخارجية الاميركي وعد بالعودة إلى المنطقة خلال أسبوع الى عشرة أيام، وأنه ترك مجموعة من فريقه لمتابعة الاتصالات مع الجانبين. وتابع إن «الجميع يدرك أن نافذة رؤية حل الدولتين قد بدأت تضيق، بسبب استمرار النشاطات الاستيطانية بشكل خاص، والاستمرار في رفض إطلاق الأسرى من سجون إسرائيل». وتشير مصادر متطابقة قريبة من الاتصالات الى أن كيري يعمل على وضع أرضية لاعادة اطلاق المفاوضات تقوم على تجميد الاستيطان، واطلاق سراح الاسرى المعتقلين منذ ما قبل تأسيس السلطة، والسماح للفلسطينيين بالعمل في المنطقة الواقعة تحت الادارة الامنية والمدنية الاسرائيلية من الضفة الغربية والتي تساوي 60 في المئة من مساحتها. وقالت هذه المصادر إن كيري يحقق تقدماً في موضوعي الاسرى والمشاريع الاقتصادية لكنه لم يحقق تقدماً يذكر في موضوع وقف الاستيطان. وأقر امين سر المجلس الثوري لحركة «فتح» امين مقبول بحصول «تقدم» في اثناء زيارة كيري الاخيرة، وأوضح ان «كيري اكد التزام الولاياتالمتحدة اقامة دولة فلسطينية استناداً الى حدود 1967» متحدثاً عن «مناقشات حول الافراج عن اسرى» فلسطينيين لدى اسرائيل. لكن مقبول لفت في حديث مع اذاعة «صوت فلسطين» الى ان «الاستيطان يبقى العقبة الرئيسية امام استئناف المفاوضات» داعياً الى «ضغوط اميركية على حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو». وأضاف: «نريد تحديد مهلة لهذه الجهود، حيث سبق ان تم إرجاؤها. نريد ان نعلم ان فشلت هذه الجهود كي نضع استراتيجية بديلة». الى ذلك، اكد استطلاع المركز الفلسطيني والجامعة العبرية انه على رغم تأييد اغلبية ساحقة من الاسرائيليين والفلسطينيين (62 في المئة و53 في المئة) لحل الدولتين فان 51 في المئة من الاسرائيليين يرون انه قد يفشل بسبب الاستيطان، و58 في المئة من الفلسطينيين انه لم يعد قابلاً للحياة. لكن اكثرية كبيرة (63 في المئة من الاسرائيليين و69 في المئة من الفلسطينيين) تعارض حلاً بدولة واحدة ذات قوميتين يتمتع فيها الاسرائيليون والفلسطينيون بحقوق متساوية. لكن اعادة صياغة الجامعة العبرية مبادرتها للسلام عام 2002 بايعاز من كيري كي تشمل مفهوم تبادل الاراضي استناداً الى حدود 1967 لم يؤد الى تغيير ايجابي في رأي الاسرائيليين بحسب الاستطلاع. ورفض 67 في المئة منهم المبادرة وأيدها 24 في المئة مقابل 59 في المئة و36 في المئة في حزيران (يونيو) 2012. وأجري الشق الفلسطيني من الاستطلاع وجهاً لوجه وشاركت فيه عينة من 1270 شخصاً من 13 الى 16 حزيران ومع هامش خطأ يبلغ 3 في المئة. وتم الحديث الى العينة الاسرائيلية المؤلفة من 601 شخص هاتفياً من 14 الى 21 حزيران مع هامش خطأ بلغ 4.5 في المئة.