يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء السبت إلى المنطقة للبحث في سبل التمهيد لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من خلال تضييق الفجوات بين مواقف الجانبين، وتشجيع كل منهما على القيام بخطوات ملموسة تهدف إلى إعادة بناء الثقة. وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند أمس أن كيري سيلتقي الزعماد الاسرائيليين في القدس يومي الثامن والتاسع من الشهر الجاري والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في رام الله، قبل أن يتوجه عباس إلى قطر للمشاركة في اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية لإجراء محادثات من المرجح أن تتناول الجهود الأميركية لإعادة إطلاق عملية السلام المتعثرة. وذكرت صحيفة «هآرتس» أن كيري تحادث هاتفياً أول من أمس مع كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والرئيس عباس لتبليغهما نيته زيارة المنطقة، وأكد لهما وجوب مواصلة كل منهما خطوات بناء الثقة للتمهيد لاستئناف المفاوضات المباشرة. وأشارت إلى إعلان نتانياهو قبل أيام استئناف تحويل العائدات الضريبية الشهرية (نحو مئة مليون دولار) إلى السلطة، ليلغي بذلك قراره السابق بحجب الأموال عقاباً لها على توجهها نهاية العام الماضي إلى الأممالمتحدة للاعتراف بفلسطين عضواً بصفة مراقب في الهيئة الدولية. وتوقعت الصحيفة أن تكون قضية الأسرى الفلسطينيين في صلب محادثات كيري في تل أبيب ورام الله، خصوصاً بعد وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية والاحتجاجات التي تلتها في السجون الإسرائيلية الأمنية وفي أنحاء الضفة الغربية. وأضافت أن الرئيس عباس أوضح لكيري في لقائهما في رام الله قبل أسبوعين أن مسألة الأسرى هي «مسألة مصيرية» بالنسبة إليه، وأنه مستعد للقاء نتانياهو في حال أفرجت إسرائيل عن 120 أسيراً فلسطينياً في السجون منذ ما قبل اتفاقات أوسلو عام 1993. وتابعت أن الفلسطينيين يطالبون أيضاً بتطبيق تفاهمات تمت مع رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت تقضي بإفراج إسرائيل عن ألف أسير أمني كبادرة طيبة تجاه عباس. وبحسب الصحيفة، فإن كيري مستعد لتكريس ثلاثة أشهر لمحادثات تمهيدية مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يقدم في نهايتها تصوره لاستئناف المفاوضات، وأنه يريد أن تقوم إسرائيل خلال هذه الأشهر بلجم البناء في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتفرج عن أسرى، في مقابل امتناع الفلسطينيين عن التوجه مجدداً للأمم المتحدة. وزادت أن كيري معني أيضاً بأن تقوم دول عربية بخطوات تدعم استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وأنه سيطالبها بذلك خلال زيارة وفد عن الجامعة العربية لواشنطن نهاية الشهر. وذكرت صحيفة «معاريف» أن كيري معني بإحياء المبادرة العربية للسلام مع إدخال تعديلات عليها لقناعته بأن من شأن دعم دول عربية وإسلامية معتدلة للمبادرة أن يشجع الرئيس عباس على العودة إلى طاولة المفاوضات. ونقلت عن موظف إسرائيلي قوله إنه خلافاً للماضي، فإن ثمة أملاً حقيقياً في إحياء المبادرة «مع سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، وتفكك النظام في سورية». وأضاف أنه يجدر بإسرائيل أن تدرس الفوائد التي يمكن أن تجنيها من هذه المبادرة، خصوصاً في حال نجح الأميركيون في إدخال تعديلات عليها، وتحديداً في تأكيد أهمية المركّب الأمني في المفاوضات مع الفلسطينيين، كما تطالب إسرائيل. وأظهر استطلاع أجري عقب زيارة الرئيس باراك أوباما إلى المنطقة أن «غالبية 55 في المئة من الفلسطينيين تعتقد أن الإدارة الأميركية لن تنجح في إحياء عملية السلام وإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات». كما اعتبر 71 في المئة أن «الإدارة الأميركية لن تنجح في الضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان، فيما رأى 28 في المئة أنها ستنجح في ذلك»، في إشارة إلى المطلب الفلسطيني بوقف عمليات الاستيطان قبل إجراء أي محادثات. كما أظهر الاستطلاع انخفاضاً كبيراً في عدد المتفائلين بإمكان التوصل إلى مصالحة بين حركتي «حماس» و «فتح». وبلغت نسبة المتشائمين 33 في المئة.