انتقدت الحكومة الجزائرية ما اعتبرته «حملة إعلامية» يشنّها المغرب ضدها، منددة بما وصفته ب «التصعيد المتعمد» من جيرانها. ولم تتقبل الجزائر، كما يبدو، ما اعتبرته «غض طرف» من قبل الحكومة المغربية إزاء «عمل عداء مشين شكك بالسلامة الترابية للجزائر»، في إشارة إلى تصريحات أدلى بها الأمين العام لحزب «الاستقلال» المغربي حميد شباط وتناول فيها قضية مناطق حدودية قال إنها تابعة للمغرب تاريخياً لكنها تقع حالياً ضمن أراضي الجزائر. وحمّلت الخارجية الجزائرية، أمس، الحكومة المغربية نتائج «الحملة الإعلامية» التي قالت إنها بدأت من «عمل عدائي مشين شكك في السلامة الترابية للجزائر»، وصولاً إلى التراشق ببيانات تحميل المسؤولية وراء وصول علاقات البلدين إلى هذه الدرجة من التوتر. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن عمار بلاني الناطق باسم الخارجية قوله: «يجدر بنا أن نعود إلى منحى هذا التصعيد الذي يبدو من أكثر من جانب أنه متعمد إذ يستجيب لاعتبارات متعددة لا تخفى عنّا البتة». وقال عمار بلاني في تصريحه الذي صدر في ساعة متقدمة أول من أمس: «في الأصل كان هناك ذلك العمل العدائي المشين الذي شكك بالسلامة الترابية للجزائر ... إن تلك التصريحات العدوانية البالغة الخطورة التي صدرت من رئيس حزب الاستقلال وعضو الائتلاف الحكومي والتي تناقلتها شبكات التلفزيون العمومي لا يمكنها بأي شكل من الأشكال أن تندرج بسذاجة في خانة حرية التعبير والرأي كما أن تأثيرها بالغ الضرر لم يكن لتتجاهله السلطات (المغربية) التي فضّلت غض الطرف عنها بالتزام الصمت». وقال في السياق ذاته: «كيف يمكننا أيضاً أن نفسّر كون أولئك الذين يدعون بشدة إلى إعادة فتح الحدود هم أنفسهم الذين يشككون في الوقت ذاته في رسمها»، مضيفاً أن «هذا ليس التناقض الوحيد الذي لمسناه لأن التحجج بقواعد الجوار وحتمية التعاون يتطلب أن تكون التصريحات العامة حتى ولو كانت إرادية وملزمة بالنسبة إلى مستقبل العلاقة الثنائية كتلك التي سمعناها في شباط (فبراير) الماضي متبوعة بأعمال». وبيان الخارجية الجزائرية هو الثاني من نوعه في ظرف يومين يختص فقط بالعلاقات مع الرباط. وتقول مصادر رسمية ل «الحياة» إن الحكومة الجزائرية «قد ساءها جداً دفع جهات حكومية مغربية لمجموعات إلى تنظيم وقفات على الشريط الحدودي للمطالبة بفتحه»، علماً أن الحدود البرية مغلقة منذ العام 1994 بقرار جزائري. وقال بلاني إن «الجميع يدرك ويعي أن هناك مشكلاً خطيراً» بخصوص «عمليات التهريب المكثفة» للمخدرات انطلاقاً من أراضي المغرب. وتابع: «لقد فوجئنا خلال المحادثات التي أردناها سرية في بادئ الأمر بما قيل لنا بنبرة الأمر إنه ليتم التعاون بشكل أحسن يجب أولاً فتح الحدود». وزاد: «وعليه من حقنا أن نتساءل من الذي بدأ يحاول فرض شروط غير مقبولة شكلاً ومضموناً؟»، مؤكداً أن الحملة المغربية «مبنية إلى حد كبير على تحريف مضمون تصريحاتنا الرسمية بخصوص مسألة الصحراء الغربية».