عبَّرت الجزائر عن تخوفاتها من تعديل حكومي في المغرب، يمنح حقيبة الخارجية لحزب الاستقلال، بحجة أن ذلك سيخلط أوراق التقارب بين البلدين من جديد، وجاء ذلك على خلفية التصريحات التي أطلقها الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي حميد شباط، تجاه الجزائر. ورأت مصادر إعلامية مقربة من دوائر القرار في الجزائر أن أي تغيير على رأس هرم الديبلوماسية المغربية سيعيد الأمور إلى نقطة الصفر، في ظل الحديث عن تقارب تدريجي بخصوص عدد من ملفات خلافية بين الطرفين، ورأت جريدة الشروق الجزائرية المقربة من الحزب الحاكم، أن أي تغيير في الموقف المغربي لن يخدم التقارب بين البلدين، على اعتبار أن حزب الاستقلال أبدى رغبته، أكثر من مرة، في فتح ملف الحدود مع الجزائر واسترجاع بعض المدن. وكان المجلس الوطني لحزب الاستقلال دعا الحكومة إلى «التعجيل بالالتجاء إلى القانون الدولي للمطالبة باسترجاع الصحراء الشرقية التي تحتلها الجزائر، وهي الدعوة التي ردت عليها الخارجية الجزائرية بقوة وعدّتها مسيئة، ورأت أن القيادي المغربي استعمل لهجة عسكرية تحريضية ضد الجزائر، داعياً إلى مواجهته وردعه، بل وعدّت الأمر مساً خطيراً بالسيادة الجزائرية. وفي المقابل عبّرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال عن استغرابها البيان الصادر عن وزارة الخارجية الجزائرية رداً على تصريحات شباط، التي طالبت باسترجاع الصحراء الشرقية، وهي مناطق مغربية خالصة عبر التاريخ ومدعومة بالوقائع والوثائق. وأكد أعضاء اللجنة التنفيذية أن «المسؤولين الجزائريين هم آخر من يمكنهم الحديث عن الأخوة وحسن الجوار، مادامت الجزائر الرسمية تحتضن كل مشاريع الانفصال التي تستهدف المغرب».