أشعل الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط النار من جديد، في العلاقات المغربية الجزائرية، حين وجه أصابع الاتهام للجزائر باحتلال مجموعة من الأراضي المغربية، من بينها تيندوف التي تتمركز فيها البوليساريو، و"بشار" و"حاسي بيضة" وهذه التصريحات التي طالب من خلالها بإعادة هذه الأراضي، مؤكداً أن التعبئة ستكون شاملة، من أجل الضغط على الجزائر لإرجاع "الأراضي المستعمرة". الخارجية الجزائرية، لم تتأخر كثيراً في الرد على مسؤول واحد من أكبر الأحزاب المغربية، المشاركة في الحكومة، حين أكدت على لسان الناطق الرسمي باسمها عمار بلاني، أن تصريحات شباط "خطيرة، ولا يمكن القبول بها" لأنها تسيء إلى علاقات الجوار مع المغرب، معتبراً إياها تصريحات "غير مسؤولة، وتشكل انحرافاً خطيراً ندينه بكل قوة". ومضى المسؤول الجزائري قائلاً "سيادة وسلامة الأراضي الجزائرية، وحرمة الحدود الجزائرية لا يمكنها بأية طريقة وتحت أي ظرف أن تخضع لمناورات سياسية حزبية غير مفكر فيها قد تلغّم حسن الجوار بين البلدين". وفي الوقت الذي اتهم فيها القيادي السياسي المغربي حميد شباط الجزائر بالاستيلاء على أراضٍ مغربية بدليل أن البرلمان المغربي لم يصادق على أية اتفاقية لترسيم الحدود، ردت الخارجية الجزائرية بالقول إن على المسؤول الحزبي المغربي "عدم التمادي في الاستفزاز والمغامرة، في اتجاه رفض الاتفاقية الخاصة بترسيم الحدود، التي وقعها البلدان في 15 من يونيو سنة 1972، وهي الاتفاقية التي تتضمن خرائط ملحقة بالاتفاقية، وتم تسجيلها لدى الأمانة العامة للأمم المتحدة". وكان شباط قال إن "مطلب الشعب المغربي هو استرجاع المناطق والأقاليم المغتصبة من طرف الجزائر، ومن طرف المخابرات العسكرية الجزائرية: تيندوف، وبشار، والقنادسة، وحاسي بيضة، وكل المناطق المغتصبة من طرف الجزائر، فهذا هو مطلبنا ومطلب كل الشعب المغربي". وتأتي هذه التصريحات والتصريحات المضادة في ظرف سياسي دقيق حيث يتهم المغرب المخابرات الجزائرية بتغذية المواجهات التي تشهدها بعض المدن في الصحراء المغربية، خاصة في مدينة العيون، لا سيما بعد سحب الولاياتالمتحدةالأمريكية لمشروع توسيع مهمة المينورسو في الصحراء لتشمل حقوق الإنسان، ومطالبة الأممالمتحدة بمراقبة الأوضاع في مخيمات تيندوف موطن البوليساريو، وهوما اعتبر نصراً ديبلوماسياً للمغرب، بعدما تحرك بكل قواه من أجل الإبقاء على مهمة المينورسو كما هو مرسوم لها من قبل، أي مراقبة اتفاقية عدم إطلاق النار بين الجانبين. الرباط | بوشعيب النعامي