شكلت الرسالة التي بعث بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، للملك محمد السادس بمناسبة عيد الجلوس وذكرى ثورة الملك والشعب، اهتماما من قبل المحللين الذين رأوا فيها انفراجة قريبة للأزمة الصامتة بين البلدين، قبل حلول موعد مؤتمر قمة اتحاد المغرب العربي التي دعا إليها الرئيس التونسي منصف المرزوق. وأكد الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، عزمه «الراسخ في تمتين العلاقات والتعاون وحسن الجوار مع المغرب»، مضيفا أن هذه المناسبة «سانحة للتأمل في ماضينا المشترك واستخلاص العبر منه» حيث أن «الشعب الجزائري يشهد على تضامنه القوي وتلاحمه في ذلك اليوم من سنة 1955 مع جدكم المنعم قائد ملحمة الحرية والاستقلال الملك محمد الخامس طيب الله ثراه ومع شقيقه الشعب المغربي في نضالهما المشترك من أجل استرجاع السيادة والانعتاق». واعتبرت مصادر «الشرق» أن العبارات المتضمنة في رسالة التهنئة، لا تعدو أن تكون مجاملات ديبلوماسية، لأن الخلافات بين البلدين، لا تخفى على أحد، على الرغم من محاولات التقارب التي تسعى إليها الحكومة المغربية الجديدة، التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، حيث تم القيام بزيارات عدة في محاولة لتكسير الجمود، فيما ترى أطراف أخرى أن الرئيس الجزائري، يريد إرسال خطاب مضمونه أن بلاده متشبثة بحسن الجوار، وأنها لا تريد إثارة المزيد من القلاقل والمشاكل مع الجارة المغرب، على خلفية المواقف الجزائرية من قضية الصحراء المغربية. وشكلت التصريحات الأخيرة، لمسؤولي البلدين حول فتح الحدود البرية تضاربات عميقة، أظهرت حجم التباعد السياسي بين الطرفين، حيث جددت الجزائر رفضها فتح الحدود البرية مع المغرب، واعتبرت أن ذلك ليس مطروحا في الوقت الراهن في أجندتها السياسية، معتبرة أن إعادة فتح الحدود رهين بتطور العلاقات الثنائية، وفق تصريح لوزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، فيما كان رد رئيس الديبلوماسية المغربية سعد الدين العثماني أن بلاده لن تستجدي فتح الحدود. ويشهد البلدان سباقا محموما حول التسلح حيث ذكرت التقارير أن العملية تدخل في سياق الاستعدادات لما هو أسوأ، خاصة في ظل استمرار وحدات عسكرية جزائرية في تدريب قوات من جبهة البوليساريو التي أعلن قادتها أنهم يخططون للعودة إلى حمل السلاح في وجه المغرب. ويرى مراقبون تحدثت إليهم «الشرق» أن القمة المغاربية المرتقبة في تونس، هي الكفيلة بالتقريب بين وجهات نظر البلدين بعيدا عن المجاملات الديبلوماسية التي تحملها رسائل التهاني بين قيادتي الجزائر والمغرب. وتعتبر الحدود البرية بين المغرب والجزائر من الحدود القليلة في العالم التي ما زالت مغلقة، والمفارقة أن الحدود الجوية مفتوحة وهناك رحلات ولا توجد تأشيرة لمواطني البلدين. وكان المغرب قد اتخذ قرار إغلاق هذه الحدود مؤقتا عام 1994 في أعقاب اعتداء أطلس أسني الإرهابي، لكن الجزائر قررت لاحقا إغلاقها نهائيا.