قتل 16 شخصاً وجرح 28 آخرون في انفجار سيارة مفخخة لدى مرور قافلة لشرطة الحدود الباكستانية في سوق مكتظة بالناس في ضواحي مدينة بيشاور (شمال غرب) القريبة من منطقة القبائل، حيث معقل حركة «طالبان» وجماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة». وأعلنت الشرطة ان معظم القتلى من المدنيين، بينهم ثلاثة اطفال، فيما تضررت احدى 3 آليات ضمتها القافلة. وندد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بالاعتداء، وقال: دفعت بلدنا اكبر ثمن في مجال الخسائر البشرية والمالية، لذا سنواجه التطرف والارهاب بحزم أكبر، وبتعاون وثيق مع اصدقائنا». وتزامن الهجوم مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون لإسلام آباد، حيث اكد ان «مكافحة الارهاب تتطلب رداً قوياً وبلا هوادة، الى جانب الاستثمار في التعليم ومكافحة الفقر». وأجرى كامرون محادثات مع الرئيس آصف علي زرداري تركزت حول عملية السلام في افغانستان التي زارها اول من امس، معلناً دعمه لمحادثات سلام مع «طالبان»، بعدما كشف الجنرال البريطاني نك كارتر، الرجل الثاني في قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان، ان الغرب فوّت فرصة للتوصل الى اتفاق سلام قبل عشر سنوات. وستتناول محادثات كامرون مع المسؤولين الباكستانيين ايضاً التعاون الاقتصادي بين بريطانيا وباكستان، ومواضيع اخرى ذات اهتمام مشترك. وأول من امس، تفقد رئيس الوزراء البريطاني القوات البريطانية في ولاية هلمند جنوبافغانستان، ثم التقى الرئيس الأفغاني حميد كارزاي. الى ذلك، أفادت صحيفة «أوبزيرفر» بأن القادة العسكريين البريطانيين يضغطون من أجل السماح للقوات الأجنبية بتقديم مشورة لوجستية واسعة لأفغانستان حتى العام 2020، وسط خلافات في الرأي مع كامرون حول الدور الذي ستلعبه قواتهم التي ستبقى في البلاد، بعد انتهاء المهمة القتالية لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) بحلول نهاية 2014. وأوردت الصحيفة ان «كامرون استخدم زيارته غير المعلنة لأفغانستان من اجل استبعاد مشاركة القوات البريطانية في اي مهمات بعد 2014، ما يشير الى التوتر القائم بين حكومته وقادة الجيش الذي زاد بعد الهجوم الأخير الذي شنه مقاتلو «طالبان» في كابول اخيراً. وأشارت الى ان القادة العسكريين البريطانيين باتوا قادرين على اجراء تقويمات بعد تسليم «الناتو» قبل نحو اسبوعين مسؤوليات الأمن بالكامل لقواتها الأمنية، و «هي خلصت إلى أن هذه القوات لن تكمل بناء قدراتها لتنفيذ عمليات كاملة نهاية 2014. ونقلت «أوبزيرفر» عن مصادر ديبلوماسية بريطانية تأييدها تغيير الولاياتالمتحدة مسارها مع «طالبان» تجاه قبول الحوار معها، وقبولها امكان النظر في ادخال تعديلات على الدستور الأفغاني، للأخذ في الاعتبار بعض مخاوف الحركة.