حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي اثر انتهاء قمة ثلاثية أفغانية – باكستانية - بريطانية في كابول أمس، متمردي حركة «طالبان» من أن ارجاءهم التفاوض على السلام «لن يكون مجدياً، لأن المجتمع الدولي سيستمر في دعم الحكومة الأفغانية بعد رحيل قوات الحلف الأطلسي (ناتو) نهاية عام 2014. وأشاد كامرون بتجديد المؤتمر الدولي في طوكيو تأكيد التزام المجتمع الدولي بدعم أفغانستان بعد 2014، مؤكداً انه «يبعث رسالة واضحة إلى طالبان تفيد بأن انتظار رحيل القوات الأجنبية لن يكون مجدياً، لأننا سنبقى داعمين وأصدقاء مخلصين لأفغانستان بعد هذا التاريخ»، علماً أن بلاده ستسحب هذه السنة 500 من 9500 جندي تنشرهم في أفغانستان. وأضاف: «من هنا إنها الآن اللحظة المناسبة للجميع للمشاركة في عملية سياسية سلمية في أفغانستان»، فيما اكد كارزاي أهمية التوصل إلى حل سياسي عاجل لإنهاء العنف في أفغانستان، وإلى تحقيق الشعب طموحاته بإيجاد سلام دائم عبر عملية شاملة تتضمن «طالبان» و»الحزب الإسلامي» وباقي الجماعات المعارضة المسلحة. وبدا كارزاي اكثر ليونة مع باكستان في حضور رئيس حكومتها رجا برويز أشرف، إذ تخلى عن اتهامه المعهود لها بدعم «طالبان» للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية أن «اللقاء سيتيح بحث كيفية تكثيف دور باكستان في عملية السلام بأفغانستان». وأفادت وسائل إعلام أفغانية بأن «كارزاي وأشرف، وكامرون ابدوا رضاهم عن عملية الانتقال الأمني في أفغانستان». ونقلت عن وزارة الخارجية قولها في بيان إن «المجتمعين اكدوا أهمية السلام في أفغانستان على سلام باكستان والمنطقة وأمنها، معتبرين الإرهاب أكبر تهديد للأمن الإقليمي والدولي». وأضافت الوزارة أن «المسؤولين الثلاثة جددوا التزامهم القوي بالعمل معاً للقضاء على الإرهاب، واتفقوا على أن النجاح سيعتمد على الدعم النشيط من المنطقة والمجتمع الدولي». إلى ذلك، وقّع كامرون مع كارزاي اتفاقاً لبناء أكاديمية للضباط بنمط بريطاني، وهي جزء من التزام بريطانيا إكمال مساعداتها التنموية إلى ما بعد عام 2014. في غضون ذلك، قتل جنديان من قوات الحلف الأطلسي في انفجار عبوتين ناسفتين شرق أفغانستان وجنوبها، ما رفع إلى 246 عدد الجنود القتلى منذ بداية السنة وفي ولاية فارياب (شمال)، سقط 15 مدنياً أفغانياً بينهم نساء وأطفال في انفجار قنبلة زرعت على جانب طريق لدى مرور باص اقلّهم في منطقة باستون كوت. ومع بدء الكونغرس الأميركي مناقشة موازنة الدفاع للعام المقبل، دان مشرعون الحرب في أفغانستان، معتبرين أنها «هدر للأرواح والأموال»، التي ستبلغ حصة أفغانستان منها 608 بلايين دولار. وأبدى أعضاء في مجلس النواب الأميركي من الحزبين الجمهوري والديموقراطي غضبهم من الفساد السائد في الحكومة الأفغانية، مشككين في حصول تقدم دائم لحسم الصراع. وقال وولتر جونز النائب الجمهوري الذي تضم ولايته نورث كارولاينا أكبر قاعدة لقوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: «لن استمر في تأييد تشريع يرسل بلايين الدولارات إلى أفغانستان». وزاد: «وقعت 10474 رسالة لأسر فقدت أحباءها منذ أن خدعنا بالذهاب إلى العراق. حان الوقت لأن يستمع الكونغرس إلى مطالبة 72 في المئة من الشعب بإعادة قواتنا إلى الوطن الآن وليس آجلاً».