تعهد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري، في ختام محادثات ثلاثية جمعتهما مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في مقر الاقامة الريفي للأخير في تشيكرز أمس، بالتوصل الى اتفاق حول السلام في افغانستان خلال مهلة ستة شهور، وأعلنا دعمهما لمشروع انشاء مكتب سياسي لحركة «طالبان» في قطر، من اجل اجراء مفاوضات بين الحركة والمجلس الأعلى للسلام في افغانستان. وقرر الرئيسان ايضاً اتخاذ اجراءات لتعزيز تنسيق عمليات الافراج عن معتقلي «طالبان» في باكستان، بهدف دعم عملية السلام والمصالحة. وفي مقابلة مع صحيفة «ذي غارديان» وتلفزيون «اي تي في في»، توقع الرئيس الافغاني تراجع اعمال العنف في بلاده بعد رحيل قوات الحلف الأطلسي (ناتو) نهاية 2014، وقال: «التهديد الأكبر للسلام في افغانستان ليس طالبان، بل تدخل قوى اجنبية». واعتبر كارزاي ان الأمن في ولاية هلمند جنوبافغانستان «كان أفضل قبل وصول القوات البريطانية»، لكنه تجنب تحميل القوات الدولية مسؤولية المشاكل الأمنية فيها. وقال: «لست أكيداً من أسباب انسحاب القوات الغربية من افغانستان، واحتمال ارتباطه بإدراكها ان مهمتها كانت خطأً منذ البداية، أو بسبب اعتقادها بأنها نجحت في تفكيك الجماعات الارهابية في أفغانستان». وفيما اعتبر أن التهديد الأكبر الذي يواجه أفغانستان على المدى الطويل هو «تدخل القوى الأجنبية في شؤونها، وليس المتمردين»، حذر من ان خروج القوات الأجنبية «قد يعني ترك المتشددين للسلاح الذي حملوه لمقاومة ما يرون أنه احتلال لبلدهم». وأضاف: «لن يتحقق السلام في افغانستان عبر اتفاق بيننا وبين طالبان، بل بمشاركة العناصر الخارجية المسؤولة عن خلق عدم الاستقرار والقتال أو الخروج على سلطة القانون في أفغانستان، في محادثات».