شهدت بغداد أمس موجة جديدة من الهجمات راح ضحيتها أكثر من 30 شخصاً بين قتيل وجريح، فيما عزت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية موجة الهجمات، التي ركزت أخيراً على النوادي الرياضية والمقاهي الشبابية، إلى ضعف الجانب الاستخباراتي ومحاولة بعض السياسيين بث الفتنة الطائفية. وبحسب الشرطة العراقية فإن «عبوة ناسفة كانت مزروعة في سوق شعبي في خان ضاري بأبو غريب (20 كم غرب بغداد)، انفجرت صباح أمس ما أسفر عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 19 آخرين، في حين اُصيب 16 شخصاً بإنفجار عبوة ناسفة قرب مخبز في منطقة التاجي شمالي بغداد ما ألحق أضراراً مادية بعدد من المحلات والمباني القريبة. وكانت بغداد شهدت أول من أمس مقتل خمسة أشخاص وإصابة 18 آخرين بتفجير عبوتين ناسفتين داخل ملعبين لكرة القدم جنوبي بغداد في حادثة أثارت استياء شعبياً ورسمياً لاستهدافها شريحة الشباب، لا سيما وأنها تزامنت مع تفجيرات استهدفت عدداً من المقاهي الشبابية في بغداد والمحافظات. وأعلنت محافظة ديالى الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا استهداف مقهى خان اللوالوة شمال بعقوبة الخميس بتفجير مزدوج خلف أكثر من 50 شخصاً بين قتيل وجريح. إلى ذلك دان رئيس مجلس البرلمان العراقي أسامة النجيفي «التفجيرات الإجرامية التي طاولت المواطنين الأبرياء في مناطق عدة من العراق». وقال في بيان إن «الاستهدافات التي طاولت المقاهي والأسواق ومجالس العزاء وملاعب الرياضة والرياضيين انما هي دليل واضح على بشاعة الأساليب التي يتبعها أعداء العراق في محاولاتهم لإثارة الفتنة وتمزيق النسيج الإجتماعي للبلد»، مطالباً «الأجهزة الأمنية باتخاذ تدابير مناسبة لمواجهة هذه التهديدات وتنفيذ المهام المناطة بها في حفظ الأمن وحماية المواطنين وممتلكاتهم». من جانبها عزت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية الخروقات الأمنية إلى ضعف الجانب الاستخباراتي، وقال عضو اللجنة النائب قاسم الأعرجي إن «الأسلوب الجديد الذي يتبعه الإرهابيون في هجماتهم ضد المقاهي الشبابية وملاعب الرياضة في بغداد والمحافظات هدفه بث الذعر والخوف في صفوف هذه الشريحة». ووجّه الأعرجي في اتصال مع «الحياة» اتهامات إلى بعض الكتل السياسية بالوقوف وراء تلك الهجمات، مشيراً إلى أن «هناك جهات سياسية تقف وراء تفجير بعض المقاهي والملاعب في مناطق سنّية وأخرى شيعية بهدف بث الفتنة الطائفية والحصول على مكاسب سياسية». وحول الإجراءات الحكومية لحماية هذه المناطق العامة أكد الأعرجي أن «الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية وجّه القوات الأمنية التابعة للوزارة بتوفير الأمن لهذه الاماكن العامة». وأضاف بأن «تلك الجهود الأمنية مازال ينقصها الجانب الإستخباراتي لأنه ضعيف جداً وغير قادر على تزويد القوات الأمنية بمعلومات قد تساهم في الحد من هذه الهجمات». من جهته دعا «التيار الصدري»، الأجهزة الأمنية إلى التخفيف من اجراءاتها عند مداخل مدينة الكاظمية، وحذر من استغلال الجماعات الإرهابية للإزدحامات في مداخل المدينة، منتقداً ظاهرة «لهو عناصر الأمن بأجهزة الهاتف وإهمال واجباتهم». وذكر بيان لمكتب القيادي في التيار حازم الأعرجي أن «الأعرجي وّجه انتقاداً خلال خطبة صلاة الجمعة في صحن الإمام الكاظم إلى الأجهزة الأمنية المكلفة حماية مداخل مدينة الكاظمية»، وطالب «بالحد من هذه الإجراءات».