300 ألف ريال ستنقذ عبدالوهاب الزهراني (18 عاماً) من السجن، بعد أن حكم عليه القاضي بدفع دية صديقه الذي توفي إثر حادثة مرورية تعرضا لها عندما كانا في رحلة سفر من محافظة الخفجي إلى مدينة الدمام. والدة عبدالوهاب تحكي القصة ل«الحياة» والألم يمزق قلبها على ابنها الذي قضى نحو عشرة أشهر خلف القضبان، بعد أن أصدر القاضي حكماً بإلزام عبدالوهاب بدفع دية قدرها 300 ألف ريال بسبب وفاة صديقه، إلا أن العجز المالي لعائلته حال دون ذلك السداد، ليقضي ربما جل عمره خلف القضبان. وبخيوط الأمل تنسج والدته آمالها في أن تجد فاعل خير يسدد عن ابنها المبلغ بعد أن عجز والده المتقاعد عن العمل، إذ يتقاضى راتباً شهرياً لا يتجاوز خمسة آلاف ريال ينفق بها على أبنائه ال13، في وقت لم تستطع زيارة ابنها منذ نحو أربعة أشهر لسوء حاله النفسية جراء السجن بسبب وفاة صديقه المقرب لتكون الكارثة عليه كارثتين. وتقول والدة عبدالوهاب إن الحادثة وقعت بعد مغادرتهما الخفجي بنحو 70 كيلومتراً، مضيفة: «توفي صديق ابني على الفور، الأمر الذي تسبب في انهيار عبدالوهاب، ومع طول بقائه في السجن ساءت حاله النفسية». ولا تخفي مدى البؤس الذي يقاسيه زوجها (والد عبدالوهاب)، موضحة: «فقط الآباء يعرفون شعور الوالد العاجز عن إنقاذ ابنه، وضع زوجي لا يقل سوءاً عن ابني، فهو بالكاد يعول أسرتنا الكبيرة». وكانت أسرة صديق عبدالوهاب تنازلت عن مبلغ الدية، إلا أنها تراجعت ورفعت قضية ضد عبدالوهاب، الذي لم يجد والده من ينقذه من أبناء قبيلته والمتعارف عليه بجمع مبلغ من المال لتسديد الدية. وعن موقف أقارب زوجها من الوضع الذي تعيشه الأسرة، تشير والدة عبدالوهاب إلى أن «أقارب زوجي لم يقفوا معه في هذا الظرف العصيب، لأنه تزوج مرتين من غير أقاربه». وتأمل الوالدة الحزينة من فاعلي الخير والميسورين مساعدتها وزوجها وابنها، وذلك بدفع قيمة الدية، مؤكدة أن أسرتها قد تنهار بسبب سجن عبدالوهاب، الذي بات مستقبله في خطر.