حمل آدم حقيبة السفر من السودان إلى السعودية لطلب الرزق، ولم يكن يخطر في باله البتة بأنه سيمضي حياته وراء قضبان سجن بريمان في جدة، تاركاً أطفاله ينتظرون أن يرسل لهم والدهم ما يعينهم على الحياة القاسية. تبدأ قصة المقيم آدم عبدالله حين كان يقود شاحنة كبيرة تابعة لعمله، إذ أراد الله أن يتسبب في حادثة مرورية نتج منها وفاة شخصين، وجاء التقرير المروري للحادثة ليحمله نسبة كبيرة من الخطأ، وبالتالي إلزامه بدفع دية المتوفين. وجد آدم نفسه وراء القضبان، وبدلاً من أن يعيل أسرته، تحول إلى عبء على أقاربه وأصدقائه، وبعد أن كان يطلب الرزق ليعيش وأسرته مما يجنيه من دراهم معدودات، بات يريد من يعتقه ليعود إلى الحياة من جديد، وهذا مرهون بدفع مبلغ 600 ألف ريال. ويقول عبدالله إبراهيم، وهو قريب آدم: «آدم مسجون منذ نحو عام، وطوال هذه المدة لم نستطع أن نجمع له سوى 20 ألف ريال، وهذا المبلغ شارك فيه الكثير من الأقارب والأصدقاء»، مشيراً إلى أن كل الأقارب ساهموا في جمع هذا المبلغ، ولكن إمكاناتهم الضعيفة وقلة رواتبهم لم تسمح لهم بجمع أكثر من ذلك. ويضيف: «المشكلة لا تقتصر على الوضع الذي يعيشه آدم فقط، فأسرته تعيش أوضاعاً معيشية سيئة للغاية، وهو ما دفعني وبعض الأقارب لإرسال مبلغ شهري إليهم ليسد حاجتهم حتى يتم الإفراج عن آدم بحول الله وقوته». ويلفت عبدالله إلى أن آدم يعاني من مرض السكر ويتلقى العلاج في السجن، «هو رجل كبير في العمر ولولا أوضاعه المادية لما قدم إلى السعودية للبحث عن مصدر رزق، وسجنه تسبب في زيادة الضغوط النفسية عليه، ولا أبالغ إن قلت إن جميع من يعرفه وأسرته يشفقون عليه وعلى أبنائه، ولكن ليس في اليد حيلة». ويتابع عبدالله: «لا أخفي أنني وكثيرون أصبحنا نخاف عليه، فهو في وضع لا يحسد عليه، وعلى رغم أنه يقاسي الأحزان والمرض، إلا أن ما يؤرقه ويحرمه النوم هو وضع زوجته وأبنائه، فهو خائف عليهم وشديد القلق من حاضرهم أو مستقبلهم في حال طال بقاؤه في السجن»، مؤكداً أنه يكذب على آدم ويطمئنه على أبنائه خوفاً عليه. وتمنى عبدالله من فاعلي الخير وأصحاب اليد البيضاء النظر إلى وضع قريبه آدم من زاوية إنسانية، والتعجيل بمد يد العون والمساعدة له فأمر خروجه من السجن مرتبط بدفع مبلغ 580 ألف ريال، واصفاً بأن الأيام تمر على قريبه ثقيلة تزيد أوجاعه وأحزانه.