بين حد السيف، وسداد الدية المستحقة، تعيش مواطنة أرملة وبناتها الخمس حالة ترقب وانتظار، لصدور حكم على ابنها الوحيد بالقتل قصاصا، عقوبة قتله صديقه قبل ثلاثة أعوام، وهو يقبع خلف قضبان السجن منذ ذلك الوقت. الحادثة تعود إلى عام 1428ه، حينما كان عيسى أبو طقيقة، 22 عاما، وصديقه «س. الغنامي - 19 عاما»، وقت وفاته، يسيران وسط حي الصمدة في مدينة ضبا،180 كيلو مترا جنوب غرب تبوك، قبل نشوب مشادة كلامية بينهما، أثارت غضب أبو طقيقة، انتهت به لتوجيه عدة طعنات إلى جسد رفيق دربه، أدت إلى وفاته في مستشفى ضبا، متأثرا بالنزف الحاد الذي لحق به جراء ذلك. وأوضحت أم عيسى، 43 عاما، أن «ابنها سلم نفسه إلى الجهات الأمنية، وأحيل إلى المحكمة، التي قضت بقتله قصاصا، في حين أبدى ذوو المجني عليه رغبتهم في التنازل، مقابل دية مشروطة بلغت ثلاثة ملايين ونصف المليون ريال، على أن تدفع قبيل نهاية شهر شوال المقبل». تلك الحادثة نتج منها وضع مأساوي للعائلة: «نعيش أنا وبناتي حالة نفسية عصيبة، عقب الزج بابني في السجن، إذ كنا نعلق عليه آمالا كبيرة في رعايتنا، بعد وفاة والده في العام 1418ه وزوجي الآخر في عام 1428 ه، الذي خلف لنا راتبا تقاعديا بسيطا». وأضافت: «المبلغ المطلوب يفوق كل إمكاناتي المالية، فأنا أعيش على راتب زوجي الأخير، الذي ارتبطت به عقب وفاة زوجي «والد عيسى» وأنجبت منه أربع بنات انضممن إلى ابني وشقيقاته الأربع». وانتهت أم عيسى إلى أنها لم ولن تفقد الأمل، رغم اقتراب سيف القصاص من رقبة فلذة كبدها يوما بعد آخر، مشيرة إلى أنها «تنتظر الرحمة من ذوي المقتول أو فاعلي الخير، حتى تنعم أسرتها بالتئام شملهم مرة أخرى».