شهدت بيروتوطرابلس وبلدات ذات غالبية سنية في البقاع «تحركات تضامن» مع مدينة صيدا. وكما في صيدا ذاتها، حيث أديت صلاة الجمعة في مسجد واحد، كذلك جرى في طرابلس حيث أقيمت صلاة موحدة في جامع طينال، بدعوة من «هيئة العلماء المسلمين» والحركات الإسلامية و «الجماعة الإسلامية» ودار الفتوى في طرابلس. وسجلت تحركات خارج «الالتزام السني» بضبط الشارع في الطريق الجديد، حيث جمع «حزب التحرير» بعض الفتية والشبان للهتاف للشيخ أحمد الأسير الفار من الأجهزة الأمنية؛ وكذلك في طرابلس وسعدنايل. وفي طرابلس، أم المصلين أمين فتوى المدينة الشيخ عمر إمام، ودعا في خطبته «إلى فتح تحقيق بأحداث صيدا والأخذ في الاعتبار المطالب التي تقدمت بها هيئة علماء المسلمين فيها، رافضاً أن «يستقوي طرف على طرف آخر في لبنان وأن يفرض سيطرته على مؤسسات الدولة وعلى الجيش»، وداعياً «أهل المنية وأهل طرابلس إلى الحكمة والتنبه مما يحاك للطائفة ولطرابلس من مؤامرات». وتوجه عدد من الشبان إلى ساحة النور وقطعوا الطرق بعض الوقت وأطلقوا الرصاص في الهواء. ونفذ مصلون اعتصاماً في باحة جامع المنصوري بدعوة من «حزب التحرير» احتجاجاً على ما جرى في صيدا. وجابوا شوارع طرابلس وصولاً إلى ساحة التل ورددوا هتافات مؤيدة لأهالي صيدا وعرسال إضافة إلى التكبير. وأنزل المحتجون صورة للواء أشرف ريفي واخرى للرئيس سعد الحريري في ساحة النور واستبدلوهما بصورة للأسير. وذكرت الوكالة «الوطنية للإعلام» أن مجهولاً كان ألقى فجراً قنبلة يدوية على آلية لقوى الأمن الداخلي متوقفة قرب فصيلة السويقة في طرابلس، واقتصرت الأضرار على الماديات. وفي بيروت، أحيطت المساجد بإجراءات أمنية من قبل الجيش اللبناني ولا سيما في وسط بيروت والطريق الجديدة حيث تجمع فتيان وبضع شبان أمام مسجد الأمام علي، ورفعوا رايات إسلامية وهتفوا «بالروح بالدم نفديك يا الأسير» و «ابن الأسير الله يحميك»، وذلك بدعوة من «حزب التحرير»، وخطب صالح سلام بالمتجمعين قائلاً: «ما يحصل هو نتيجة تواطؤ أميركي - إيراني لمنع إقامة دولة الخلافة الإسلامية في بلاد الشام». وحمل على «حزب الله» و «طاغية الشام». وتوقف عند وفاة أحد الموقوفين لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية «نتيجة التعذيب». تضامن مع الجيش ونفّذ مناصرون للحزب ذاته تظاهرة تضامنيّة في بلدة سعدنايل بعد صلاة الجمعة. وفي المقابل، شهدت مساجد أخرى في الجنوب تحديداً، تجمعات بعد أداء الصلاة تضامناً مع الجيش اللبناني في عمليته العسكرية ضد الأسير في عبرا. واحتشد المئات من أهالي وسكان بلدات: المنصوري، بيوت السياد ومجدل زون في قضاء صور، عند الطريق الدولية بين الناقورة وصور، ورفعوا الأعلام اللبنانية وشعارات الجيش وصوراً لشهدائه الذين «سقطوا دفاعاً عن الوطن». ووزعوا الشعارات والأعلام اللبنانية على السيارات والمارة، وسيارات «يونيفيل» التي صودف مرورها على الطريق، وقدم عدد من الأهالي الورود لضباط الجيش وعناصره تعبيراً عن دعمهم المطلق له. ونظمت بلدية أنصار والأهالي اعتصاماً تضامنياً مع الجيش في الساحة العامة أمام القصر البلدي، وألقيت كلمات تضامن مع المؤسسة العسكرية.