سجلت امس سلسلة احداث في شمال لبنان على وقع الحدث السوري الاكبر، فسيَّرَ الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية-السورية، وتحديداً في منطقة وادي خالد، دوريات مؤللة لمنع اي عمليات خرق للحدود، تحديداً في نقاط سبق للجيش السوري ان انتشر فيها قبل يومين مع دباباته، في وقت اهتز الامن على «محور» باب التبانة-بعل محسن في طرابلس نتيجة اطلاق قذيفة «إنيرغا» في باب التبانة، ما ادى الى اصابة 3 مواطنين بجروح. واستدعى الامر اتصال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الموجود في فرنسا في زيارة رسمية، بقائد الجيش العماد جان قهوجي، وطلب منه «اتخاذ التدابير اللازمة لوقف الأحداث وإعادة الهدوء الى المدينة»، وفق ما صدر عن مكتبه الاعلامي. ومساء بدأ الجيش بالانتشار على الخط الفاصل طالباً من المسلحين الانسحاب بعدما رد على مصادر النيران بالاسلحة المناسبة. وكانت سُجلت بعد صلاة الجمعة سلسلة مسيرات واعتصامات تضامناً مع الشعب السوري في وادي خالد وقرى بقاعية، من قب الياس الى خربة روحا وسعدنايل، وامتدت لأول مرة الى الطريق الجديدة في بيروت ومدينة صيدا الجنوبية. وذكرت المعلومات ان قذيفة «إنيرغا» انفجرت في منطقة الغرباء في محلة باب التبانة خلال مسيرة تضامنية مع الشعب السوري، وجرى على أثرها اطلاق نار متقطع، ودوى انفجار ما بين حارة السيدة وسوق القمح في باب التبانة، وتبين ان مساء اول من امس، رفعت صورة كبيرة للرئيس بشار الاسد ذُيِّلت بكلمة «السفاح» في باب التبانة، ما وتَّر الاجواء، فعمدت مخابرات الجيش اللبناني إلى إزالتها وجرى تعليقها في شوارع خلفية، فاستُهدفت أمس بقنبلتين، وجرى اطلاق نار في الهواء، فسارعت الاجهزة الامنية وفاعليات المنطقة الى تطويق الحادث، وساهم في الاتصالات العماد قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار. وذكرت مصادر امنية في المنطقة، أن الحادث هو الثالث من نوعه خلال أسابيع، وإنْ كان حادثُ امس الاكثرَ حدة. واستنكر الحوادث وزير الرياضة والشباب فيصل كرامي، معتبراً في تصريح انها «تتقاطع في توقيتها وطبيعتها مع المخاوف الجدية من خطط مشبوهة تهدف الى جعل طرابلس ساحة صراع على خلفية الأزمة السورية وصندوقَ بريد سياسياً وأمنياً وامتداداً لبنانياً ضاغطاً لتأجيج حروب أهلية في سورية ولبنان والمنطقة»، معلناً دعمه «من دون تحفظ لتدابير الجيش اللبناني والأجهزة الامنية». المسيرات والاعتصامات وككل جمعة، خرج مصلون من مساجد في طرابلس في مسيرات تضامنية مع الشعب السوري، ولا سيما مع أهل حمص. وسار الاهالي في وادي خالد في مسيرات تضامنية ومرحبة بالجيش اللبناني. وفي البقاع الاوسط، شجب خطباء المساجد «تلكؤ الهيئة العليا للإغاثة في القيام بواجباتها تجاه اللاجئين السوريين، الذين يزدادون عدداً في البقاع». وفي بيروت، خرج المصلون من مسجد الإمام علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة في مسيرة نددت بما يتعرض له الشعب السوري، وفي بلدة عبرا (شرق صيدا)، خرج المئات في مسيرة دعا اليها الشيخ احمد الأسير «نصرة لأهل سورية»، وجابت شوارع صيدا وصولاً الى دوار مدرسة مرجان، حيث أقيم اعتصام وأحرقوا علمين كبيرين لروسيا والصين.