أكدت مصادر عسكرية ومسؤولون في محافظة ديالى، شمال شرقي بغداد، انطلاق حملة عسكرية مكثفة لتطهير مناطق شمال شرقي بعقوبة (مركز محافظة ديالى)، فيما انتشرت أرتال عسكرية معززة بالحشد الشعبي لتأمين طريق بغداد – كركوك عشية إحباط هجوم واسع لمسلحي «الدولة الإسلامية» (داعش). وأكد ضابط رفيع ل «الحياة» أن «عمليات أمنية واسعة ومكثفة انطلقت بمشاركة قوات الحشد الشعبي وطيران الجيش لتطهير مناطق شروين وبلدات محاذية لقضاء المقدادية وناحية المنصورية». وأضاف أن «معارك عنيفة تدور منذ فجر السبت (أمس) في قرى شوهاني شرق ناحية المنصورية»، ثاني أبرز معاقل تنظيم «داعش». وكشف أن «مقاتلين عن العشائر يرافقون القوات الأمنية في العملية التي تهدف إلى ملاحقة مسلحي البغدادي والقضاء على أي وجود لهم». وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت في قريتي جبور والعالي التابعتين لقضاء المقدادية، وأوضح أحد قيادات مقاتلي العشائر يدعى فرحان خلف الجبوري ل «الحياة» أن «جثث 12 إرهابياً من عناصر داعش، بينهم قيادي أفغاني الجنسية، عثرعليها بين القريتين بعد قصف صاروخي استهدف تجمعاً لهم هناك». وأضاف أن «الجيش ومقاتلي العشائر تمكّنوا من قطع إمدادات داعش القادمة من محافظتي كركوك وصلاح الدين، وأن محاولات اسناد وفك الحصار عن مسلحي البغدادي باتت مستحيلة بسبب الأطواق التي تفرضها القوات الأمنية والمتطوعين». ولا يزال مسلحو «داعش» يسيطرون منذ حزيران (يوليو) الماضي، على قرى عدة شمال قضاء المقدادية وناحية السعدية التي تعتبر مركز التنظيم في ديالى، حيث ينتشر مئات المقاتلين العرب والأجانب. ويؤكد مسؤولون أن مئات الأسر النازحة عن مناطقها في محافظتي ديالى وكركوك لم تعد إلى منازلها بسبب خشيتهم من عودة المسلحين والانتقام منهم. وأكد شلال عبدول، قائمقام قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، أن «الأسر في ناحية سليمان بيك لم يعودوا إلى منازلهم، رغم مرور مدة على تحريرها من العصابات الداعشية». وأكد أن «الناحية وقراها لا تزال منطقة عسكرية ينتشر فيها مئات الجنود وعناصر الحشد الشعبي فيما يسيطر المسلحون على قرى في قضاء داقوق لقضاء طوزخورماتو». وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا «سرايا السلام» (جيش المهدي سابقاً) التي تقاتل ضمن قوات الحشد الشعبي، إلى جانب القوات الأمنية إلى تسليم المناطق المحررة إلى قوات الجيش والشرطة والانسحاب منها، في وقت وصلت تعزيزات عسكرية من الفرقة الخامسة إلى طريق بغداد - كركوك قرب ناحية العظيم بعد إحباط هجوم لمسلحي «داعش» لإستعادة المنطقة لأهميتها الإستراتيجية. إلى ذلك، أعلن الناطق باسم قيادة شرطة ديالى العقيد غالب الجبوري في تصريح ل «الحياة» خطة خاصة بمناسبة عاشوراء، وأضاف أن «الخطة المعززة بالآف العناصر الأمنية اعتمدت الجهد الاستخباري وتعاون أصحاب مواكب العزاء مع الأجهزة المختصة». وأشار إلى أن «ديالى نجحت في غير مناسبة في تأمين الأجواء للأهالي، وأن الخطة الحالية ستكون مكملة للخطط السابقة في تأمين أحياء مناسبة عاشوراء». ويكثف تنظيم «داعش» من هجماته الإنتحارية ضد مواكب عزاء يقيمها شيوخ عشائر ورجال دين ومتطوعون لإحياء ذكرى عاشوراء.