سيبقى اسمه سوق الخميس لكنه سيقام يوم السبت، هكذا ودع مرتادو السوق الشعبي الأبرز في المنطقة الشرقية أمس سوقهم الأسبوعي، وسط زحام شديد بعد أن قرروا نقله «رسمياً» إلى السبت، تجاوباً مع القرار الملكي بتغيير إجازة نهاية الأسبوع، وسيتجه يوم السبت المقبل 6 تموز (يوليو) مرتادو السوق الذين شهدوا أمس آخر خميس له ليزوروه في يومه الجديد. وقرر القائمون على السوق الذي تأسس قبل عشرات الأعوام، الحفاظ على مسماه التاريخي المعروف «سوق الخميس الشعبي»، نظراً إلى «القيمة التاريخية التي يكتنزها، والتي ارتبطت ارتباطاًً وثيقاً باسمه». إلا أنهم اتفقوا على تغيير موعده إلى السبت من كل أسبوع. وقاموا أمس بتوزيع إعلانات على مرتاديه وفي مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية. وتضمن «الإعلان المهم» بحسب القائمين عليه «لمناسبة تغيير الإجازة الأسبوعية، من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت، تم الاتفاق مع غالبية الشباب، على إبقاء سوق الخميس وسوق الحمام في المكان المعروف نفسه للجميع»، مشيرين إلى تغيير الموعد والوقت فقط «سيتغير الوقت بدل يوم الخميس، سيكون السوق السبت. وهذا في صالح الجميع» بحسب ما جاء في الإعلان. ونفى القائمون على السوق ما تردد حول نية بلدية محافظة القطيف نقل السوق إلى مدينة صفوى، معتبرين ذلك «مجرد إشاعة. وهو مكان غير معروف للجميع. وسيتم هدم السوق بنقلها لو افترضنا ذلك»، مردفين «سيتم إبقاء السوق في المكان ذاته، للحفاظ على شعبية السوق وحيويته. فيما سيكون الموعد الجديد للسوق بدءاً من يوم السبت 6 يوليو». وشهد السوق أمس «زحاماً شديداً». وانصبت معظم الأحاديث الجانبية للباعة والمشترين على موعد السوق الجديد وأهمية الحفاظ عليه، «باعتباره قيمة تاريخية وشعبية مهمة». وقالت البائعة أم حسين الماحوزي (77 عاماً): «إن تغيير موعد السوق إلى السبت من كل أسبوع، هو أمر ليس عادياً لدى الكثيرات منا». وأضافت الماحوزي: «على مدار أكثر من 50 عاماً، اعتدنا على الوجود في السوق يوم الخميس، وبيع المشغولات اليدوية ومنتجات النخيل. ومن الصعب أن نتأقلم مع الموعد الجديد، خصوصاً أن عدداً منا لديه ارتباطات صباحية يوم السبت، تتمثل في زيارة الأقارب، وبعض المجالس الأسبوعية التي تنظمها نساء الحي في صورة دورية». وأكدت أهمية الحفاظ على السوق، «فلا يمكن أن تتصور حجم الذكريات التي أمتلكها عن هذا السوق، فهو بالنسبة لي تاريخ حاضر وروح حاضرة في تراث القطيف». ويكتسب سوق الخميس مكانة كبيرة بين سكان محافظة القطيف ومدن ومحافظات أخرى في المنطقة الشرقية، نظراً إلى المكانة الشعبية والتاريخية التي يحظى بها. كما يعتبر من المعالم السياحية في المنطقة الشرقية. ويقام السوق صباح كل خميس على مساحة واسعة، تحوي مظلات للباعة الذين يفدون إليه من مختلف قرى القطيف وخارجها، لبيع منتجاتهم الزراعية ومصنوعاتهم الحرفية. إضافة إلى منتجات وملابس رخيصة وأجهزة مستعملة وتحف وعملات «نادرة». ويتردد عليه أكثر من 10 آلاف بائع ومشتر بحسب أحد المهتمين. ويضع بعض السياح القادمين إلى الشرقية من مناطق سعودية أخرى سوق الخميس ضمن أجندات زيارتهم للمنطقة، إضافة إلى سياح وموظفين أجانب، خصوصاً من الجنسيات الأوروبية والأميركية، بهدف التبضع من المنتجات الشعبية والمحلية، مثل المصنوعات من سعف النخيل والسمن البلدي والطيور، إضافة إلى المنتجات الحديثة. ويمتاز السوق ببساطته، ويقع على شارع الملك فيصل إلى الشرق من قرية التوبي. ويقام صباح كل يوم خميس على مدار العام، قبل أن يتم تغيير موعده إلى السبت.