تزايدت خلال السنوات الماضية هجرة الشباب الفلسطيني بسبب الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة في البلاد. ويؤكد «جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني» أن آلاف الشباب يغادرون سنوياً سعياً الى الدراسة أو للحصول على فرصة عمل. "مدرسة الحياة" سألت عدداً من الفلسطينيين عن رأيهم بالهجرة، فأكد بعضهم أنه يتفهمها نظراً الى الأوضاع، فيما عارضها بعضهم الآخر، رابطاً إياها بمخططات إسرائيلية... وفي ما يأتي الأجوبة: الدكتور محمد أبو الرب، أستاذ جامعي: ظروف الناس الصعبة، وضيق الأفق، وغيرها من الأمور تدفع الناس إلى المخاطرة بحياتهم، والهجرة لسبب بسيط مفاده أن البعض وصل إلى حال من الخسارة لا يُوجد بعدها ما يخشى خسارته. صالح مشارقة، صحافي: الهجرة سلوك اضطراري بسبب البطالة، لا يمكن القول إننا معها أو ضدها، فالظروف الصعبة التي يمرّ بها الشباب تجعلهم مضطرين للسفر للبحث عن فرصة عمل، في المحيط العربي أو الغربي، لكن طبعاً لا بد أن يكون السفر بطريقة آمنة ومشروعة، وليس عن طريق التهريب أو بأي ثمن. محمد أكرم، ناشط مجتمع مدني: الهجرة مهما كان نوعها مكسب للاحتلال في صراع الوجود، فمهما كانت الظروف والأحوال، بقاؤنا في هذه الأرض هو إثبات للحق، والصمود في كل ممارسات الاحتلال الذي يسعى إلى تهجير الشباب والعقول التي تمكن الاستفاده منها في وطننا. فيروز شحرور، شاعرة: لا نستطيع لوم الشباب على تحقيق ذاتهم، لكن يجب أن تكون هناك توعية حول خطورة التوجّه السياسي بتشنيع صورة البلد وتحويلها إلى جهنم، هذا دور رجال الأعمال والمؤسسات الوطنية التي يجب أن تفعّل الاستثمار في البلد، من دون التركيز على مدينة واحدة. مهند حسين، طالب جامعي: الهجرة، وعلى رغم المخاطر التي ترافقها، تُعتبر سبيلاً ناجعاً لضخّ الأموال داخل الأراضي الفلسطينية، سواء الضفة أو غزة، وتساعد على رفع مستوى حياة المهاجر، في حال جنى ثمارها، وتحلى صاحبها بالذكاء الاقتصادي. محمد هليل، طالب جامعي: أرفض الهجرة إلا إذا كانت من أجل غاية ضرورية غير مُتاحة في البلد الأم، مثل دراسة وعلاج أو سياحة بشكل موقت، ويجب على المسافر أن يعود إلى بلده لخدمته والمساهمة في إعماره، كما يجب تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية، كي لا يهرب الشباب إلى الخارج. خليل جادالله، صحافي: لا أؤيد الهجرة من دون سبب مقنع، كالبحث عن فرصة عمل أو التطوّر الوظيفي، حال الفلسطيني المهاجر يقول إن وراء هجرته ألف سبب للخروج، مقابل سبب واحد للبقاء. محمد سعيد، مغترب: أنا مع الهجرة لفترة موقتة لا تزيد عن خمس سنوات، كي يستطيع الشاب تأمين مستقبله مادياً، والعودة إلى الوطن ليبني بيتاً ويتزوج، لأنه حتى إن وجد فرصة عمل في الأراضي الفلسطينية، لا يكفي راتبه لتأمين مستقبله ومساعدة أهله.