احتفت الدورة السابعة لمعرض الفَرس الدولي، المقامة في حلبة الفروسية في مدينة الجديدة غرب المغرب التي تختتم اليوم، بالحصان البربري الذي ميّز منطقة شمال أفريقيا برمتها وارتبط اسمه بقبائلها الأمازيغية. احتضنت أرجاء المعرض الدولي للفَرس الممتد على مساحة شاسعة، معارض عدّة منها ما هو مخصص للوحات فنانين معروفين برسم أو نحت أو تصوير الخيول والفرسان، إضافة الى فضاء مخصص لورشات ونشاطات الأطفال. وفي قرية الصناع التقليديين في المعرض، اجتمع عدد كبير من الحرفيين كاشفين للزوار طرق صناعة السروج وتزيينها ولوازم الجياد، إضافة الى ملابس الفرسان من مناطق المغرب المختلفة. وخُصص ركن آخر لعرض آخر المنتجات المخصصة للاعتناء بالجياد، داخل الحظائر وخارجها، اضافة الى الأدوية والتنظيف والأعلاف، والبحوث العلمية والطبية في هذا المجال. وخصص المعرض حيزاً كبيراً للتاريخ والتراث المغربيين في مجال تربية واستعمال الخيول، حيث اصطفت معارض كل من القوات المساعدة (شبه العسكرية) والشرطة والدرك الملكي، قرب بعضها، وعرضت للزوار تاريخ الخيل داخل هذه الأجهزة الأمنية وطرق الاعتناء بها. وقرب هذه المعارض، أفردت مساحة كبيرة لعرض الدور الذي لعبه الخيل البربري داخل جهاز الحرس الملكي، فيها صور وقطع فنية نادرة استعملت لتزيين الخيول، اضافة الى لوازم الفرسان من لباس وسلاح، استعملت في الحروب، وفي بعض جبهات القتال الأوروبية (فرنسا وايطاليا). كذلك يحكي جانب آخر تاريخ الخيول في علاقتها بالسلاطين المغاربة عبر التاريخ، حيث لا يزال ملك المغرب يحافظ الى اليوم على تقاليد أجداده في امتطاء الخيل بلباس تقليدي، خلال مراسم البيعة التي تقام كل سنة بحضور كبار مسؤولي الدولة. والحصان البربري هو أحد سلالات الأحصنة التي اشتهرت منطقة شمال أفريقيا بتربيتها حسب الأبحاث الجينية، وارتبط اسمه بشعوبها الأمازيغية من المغرب حتى ليبيا، وكذلك بالامبراطورية الرومانية. ويفيد مربو هذه الجياد ان الحصان البربري قوي وشجاع ومتوازن وسريع وقادر على التحمل وقطع مسافات طويلة، كما يصلح لجميع الألعاب الرياضية مثل الفروسية والبولو، ويتميز عن نظيره العربي برأسه وجسمه الكبير وهو أكثر قوة وتحملاً من الحصان الإنكليزي. وتظهر ابحاث علمية أن اكثر من 60 في المئة من سلالات أحصنة العالم المعروفة، تأثرت بالحصان البربري لشمال أفريقيا، ومن بينها الحصان الإسباني الأصيل والحصان الإنكليزي الأصيل، وكذلك الحصان البرتغالي والأرجنتيني وحصان الموستانغ، اضافة الى الأحصنة الفرنسية. وإضافة الى الجوانب الفنية والتاريخية، يحتضن المعرض الدولي للفرس، كأس المربين المغاربة للخيول العربية، وعروضاً للفروسية الدولية، وورشات من تنظيم «المدرسة الملكية للفروسية» و»الشركة الملكية لتشجيع الفرس». ويتميز معرض «الجديدة» بتنظيمه سنوياً لعروض الفنتازيا المغربية بمشاركة كل جهات المغرب، حيث تؤدي 17 فرقة كل يوم أمام الجمهور عروضاً تعكس تاريخ الحرب والفروسية لدى القبائل المغربية، وتشهد حضوراً كبيراً من طرف محبي الفرس، بخاصة البربري. وشارك في هذه الدورة 120 عارضاً مهنياً يمثلون 30 بلداً، وأكثر من 800 صنف من الخيول برفقة 450 فارساً. وتفيد التقديرات ان في المغرب 130 ألف حصان من بينها 112 ألف بربرية، يراوح ثمن الواحد منها بين 200 و300 ألف درهم (18 و27 ألف يورو). ويعمل في تربية الخيول نحو 141 ألف شخص، ويشكل هذا النشاط 0.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي أي ما يعادل 400 مليون يورو.