صوّر سعوديون يوم السبت شخصاً حياً، رقص فرحاً بعدما خلع عن كتفيه لعنة الكراهية التي استمرّت أعواماً بينه وبينهم، كونه أول أيام الأسبوع الذي ينهي نشوة الإجازة، فيما انتقل هذا الكره إلى يوم الأحد الذي بات المكروه الحالي، ليبدو حزيناً من خلال النكات والطرائف التي تناقلها مواطنون عبر مواقع التواصل. يشكل يوم السبت في نمط التفكير السعودي يوم الشؤم والملل، حتى بات صفة يُرمى بها الشخص الذي لا يتمتع بشخصية محبوبة فيقال «وجهه أطول من يوم السبت»، إلا أنه تقاعد من هذه المكانة ليكون يوم إجازة، وبدأت رسائل الطرائف والنكات تنهال بسرعة البرق فور الإعلان عن القرار الجديد، ليتحول يوما السبت والأحد إلى مادة دسمة للطرافة السعودية. وأظهرت بعض الرسائل حساً فكاهياً عالياً، إذ تناولت إحداها تعليقاً يظهر أحد الموظفين الحكوميين وهو يتدرب على عبارة «راجعنا يوم الأحد...»، حتى يلغي مراجعة يوم السبت التي اشتهرت في كثير من الإدارات الحكومية، بينما أجمعت كثير من الرسوم الكاريكاتورية على تصوير يوم السبت على أنه وجه باسم ومسرور، ويوم الأحد يجهش بالبكاء وهو يردد: «لا أريد أن يكرهني الناس». وفتح القرار شهية المغردين عبر موقع «تويتر»، وبات المادة الدسمة التي تناولوها تارة بالنقاش الجاد والحاد وتارة أخرى بالتندر عليها، فيما ناقش مغردون «جدّيون» إيجابيات هذا القرار وانعكاسه على رفاهية المواطن من خلال الانفتاح الاقتصادي على دول العالم. اشتملت النوادر والطرائف على عبارات وجمل من أغانٍ مشهورة حولت السبت إلى ضيف مرحب به في قاموس الأيام المحبوبة، بينما تم ترحيل يوم الأحد إلى زاوية الكره، وتحدث مغردون أيضاً بلسان الأحد الذي نطق بألسنتهم «سائلاً المولى أن يعينه على تحمل منصبه الجديد». يعد السبت في الذاكرة الشعبية وبالتحديد ليلته، يوم شؤم وخوف، إذ كان يعرف ب «ليلة الجن والعفاريت»، تقول هاجر عبدالله (في العقد الثامن): «كان أهلنا يخوّفوننا بليلة السبت التي كانوا يؤكدون أنها ليلة خروج الجن بكثرة وإزعاجهم للبشر، وأتذكر أننا كنا ننام في وقت باكر جداً في تلك الليلة، وكنا نكرهها وبشدة». ... المهم أن القرار صار حديث الناس منذ الإعلان الرسمي عنه، وبات واضحاً الانقسام الذي أحدثه بين مؤيد ومستاء، فبينما يرى البعض أنه «جاء متأخراً، وكان يجب أن يُتخذ من قبل لو أرادت المملكة أن تحجز لها مقعداً في الاقتصاد العالمي، وأن تتساوى في العطل الأسبوعية مع بقية الدول»، يرى آخرون أنه «سيحرمنا متعة الخميس والجمعة وسنبدأ الإجازة بصلاة الجمعة، وأغلب المحال مغلقة، بمعنى أنه سينتهي بسرعة».