استضافت الجمعية العمانية للفنون التشكيلية في مسقط معرضاً لأطفال الجاليات الفيليبينية في السلطنة وسائر دول الخليج، وعرض فنانون صغار (من 9 إلى 16 سنة) من 21 مدرسة مجموعة واسعة من اللوحات احتفت بالبيئة الخليجية والحنين إلى الوطن بإبداعات تجاوزت مرحلتها العمرية. والمعرض الذي افتتح بمناسبة عيد الاستقلال ال 115 للفيليبين تحت رعاية الأمين العام لوزارة الخارجية العمانية بدر بن حمد البوسعيدي، هو حصيلة مسابقة أدبية نظمتها السفارات الفيليبينية على مستوى مدارس جالياتها في المنطقة الخليجية، وأبرزَ المهارات الإبداعية لدى الأطفال وتأثرهم بالبيئة الخليجية وتأقلمهم معها. ودشن في المعرض «الكتاب الأدبي الفني» الذي احتفى باللوحات المعروضة وتضمن مجموعة من الحكايات المكتوبة والمصورة بايدي الأطفال المهاجرين إلى الشرق الأوسط، بخاصة دول الخليج. ويبيّن التجوال في قاعة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية انطباعاً بيّناً عن عمق التمازج الإبداعي لدى المواهب الصغيرة، المتفاوتة بين وطن يقع هناك في البعيد، ومفردات جديدة تعاملوا معها ليرسموها بريشة الحنين، فالمعمار الخليجي حاضر كما هي الثقافة الفيليبينية المستمدة من الشرق الآسيوي بحضارته وثقافته وأبجديات تواصله الحضاري القديم والحديث، فيما برزت ثقافة أطفال الفيليبين القادمين من أوساط إسلامية بخاصة الجالية المقيمة في المملكة العربية السعودية حيث الحضور الواسع للثقافة الدينية المتمثلة في لوحات رسمت المصحف والمسجد والزي السعودي التقليدي... وسعت لوحات عدة إلى المقارنة بين الحياة في الفيليبين والحياة الجديدة التي تبدو موقتة رغم كل شيء، فالدموع في العيون الحزينة تتجلى كما هو الطقس في الوطن الأم، وصولاً إلى الشمس المشرقة في البلدان الخليجية، مع أيقونات التواصل الاجتماعي عبر الشبكة الإلكترونية وكأنها حبل السرة الذي يربط بالمكان الأول.