عقدت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف أمس، اجتماعاً طارئاً للوزراء الأساسيين في حكومتها، بعد صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين، خلال مشاركة حوالى 1.25 مليون شخص في مسيرات اعتُبرت الأضخم في 80 مدينة، تخللها سقوط أول قتيل وجرح مئات، مع اتساع حركة الاحتجاج ضد الحكومة. وألغت روسيف زيارة رسمية كانت مقررة إلى اليابان الأسبوع المقبل، ورأست اجتماع أزمة لوزرائها الأساسيين في برازيليا. وكانت حركة الاحتجاجات التي تهز البلاد منذ 10 أيام، تطالب بخدمات عامة نوعية وتندّد بتخصيص أكثر من 26 بليون دولار من الأموال العامة، لإنفاقها على مونديال 2014 وأولمبياد 2016 اللذين تستضيفهما البرازيل. وعلى رغم إلغاء الحكومة زيادة رسوم النقل العام التي كانت السبب المباشر للاحتجاجات، وتعهدها تحسين الخدمات العامة، اتسع نطاق أهداف الاحتجاجات ليشمل الضرائب المرتفعة والتضخم والفساد وضعف مستوى الخدمات العامة، مثل المستشفيات والمدارس والطرق. التظاهرات التي انطلقت بلا راية سياسية أو نقابية ولا قادة يتزعمونها، باتت تجسّد كل خيبات ومطالب سكان بلد ناشئ يُعدّ 194 مليون فرد، على رغم إنجازات حكومة روسيف، وقبلها حكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في إخراج شريحة واسعة من الفقر. وقالت كارولينا سيلفا (35 سنة) إن «تعرفة الباصات كانت الشرارة التي أطلقت حركة واسعة لا زعيم لها، لكن هذا لا يعني أن لا وجهة لدينا». وللمرة الأولى منذ بدء الحركة، أعلنت منظمات مجتمع مدني وأحزاب يسارية عزمها الانضمام إلى المحتجين. وفي ساو باولو، تعرّض ناشطون من حزب العمال اليساري الحاكم لانتقادات من متظاهرين أحرق علماً للحزب وهتفوا «انتهازيون! ارحلوا إلى كوبا، ارحلوا إلى فنزويلا!» وقتل متظاهر قرب ساو باولو دهساً بسيارة حاولت تخطي محتجين يقطعون طريقاً، فيما أوردت وسائل إعلام برازيلية أن مئات أُصيبوا بجروح طفيفة في البلاد. وسار أكثر من 300 ألف متظاهر في ريو دي جانيرو، في مسيرة انطلقت سلمية ثم شهدت لدى وصولها إلى مبنى البلدية، صدامات عنيفة مع الشرطة التي أطلقت غازات مسيلة للدموع ورصاصاً مطاطياً، فجُرح 40 شخصاً، بينهم صحافي. وقال ناي، وهو مهندس عمره 64 سنة: «صوّتت لديلما وسأعاود التصويت لها، لكنها لحظة فريدة ونحتاجها لتسريع الإصلاحات في البلاد». وفي العاصمة برازيليا شارك 30 ألف شخص في مسيرة احتجاج التفت حول مبانٍ عصرية من المعالم الرئيسة للمدينة، تضمّ مبنى الكونغرس والمحكمة العليا. وشنّ متظاهرون هجوماً على مقرّ وزارة الخارجية، بعدما حطموا باباً زجاجياًَ و50 نافذة، لكن الشرطة صدّتهم ومنعتهم من اقتحام المبنى، في مواجهات أوقعت 30 جريحاً. وتدخلت قوات النخبة في الشرطة أمام قصر العدل في مدينة فيتوريا، لتفريق متظاهرين، فيما شهدت مدينة سالفادور دي باهيا حيث انطلقت الاحتجاجات، اشتباكات عنيفة أحرق خلالها متظاهرون باصاً ورشقوا بحجارة حافلات صغيرة تابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، منظم كأس القارات التي تستضيفها البرازيل الآن.