قالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف إن الاحتجاجات الواسعة التي اجتاحت البلاد في الأسابيع القليلة الماضية تمثل دعوات مشروعة إلى تحسين الخدمات العامة وإلى إدارة أكثر استجابة لحاجات الشعب. ومتحدثة بعد أن شارك أكثر من 200 ألف برازيلي في مسيرات في أكثر من ستة مدن في أنحاء البلاد قالت روسيف إن حكومتها تبقى ملتزمة بالتغيير الاجتماعي وأنها تصغي باهتمام إلى الشكاوى الكثيرة التي رفعت أثناء المظاهرات. وقالت روسيف في كلمة في برازيليا أذيعت تلفزيونيا يوم الثلاثاء "البرازيل استيقظت أكثر قوة اليوم، حجم مظاهرات الأمس يظهر حيوية ديمقراطيتنا وقوة صوت الشارع وحضارية شعبنا." ومظاهرات الإثنين كانت الأحدث في موجة احتجاجات على مدى الأسبوعين الماضيين اذكاها احباط واسع من تدني مستوى الخدمات العامة وعنف الشرطة وفساد حكومي. والاحتجاجات التي نظم معظمها طلاب جامعيون من خلال حملات عبر وسائل الإعلام الاجتماعي هي المرة الأولى التي يخرج فيها البرازيليون إلى الشوارع بمثل هذا النطاق الضخم منذ أن أدت اضطرابات اقتصادية وفضيحة فساد إلى الإطاحة برئيس البلاد في أوائل عقد التسعينات. وبدأت المظاهرات كاحتجاجات صغيرة في عدد قليل من المدن على زيادات في تعريفات ركوب الحافلات ومترو الأنفاق لكنها سرعان ما تضخمت إلى حركة عمت البلاد بعد أن اطلقت الشرطة طلقات مطاطية في ساو باولو الأسبوع الماضي أثناء اشتباكات جرح فيها أكثر من 100 شخص. وسعيا إلى تخفيف التوترات ومنع المزيد من الاحتجاجات أعلن مسؤولون في خمسة مدن على الأقل خططا يوم الثلاثاء لخفض تعريفات الحافلات. لكن المظاهرات استمرت في عدد قليل من المدن بما في ذلك ريو دي جانيرو وساو باولو. واتسمت المظاهرات ليل الثلاثاء بالسلمية في معظمها باستثناء مجموعة صغيرة من المشاغبين حطموا نوافذ قاعة البلدية في ساو باولو ثم أضرموا النار في مركز للشرطة وسيارة للنقل التلفزيوني. وقالت وزارة العدل في بيان إنها سترسل قوات اتحادية إلى المدن البرازيلية التي تستضيف مباريات كأس القارات لكرة القدم التي تستمر اسبوعين لتعزيز الأمن. وتأتي الاضطرابات في وقت حرج لروسيف التي تسعى حكومتها جاهدة لكبح تضخم متزايد واستعادة عافية الاقتصاد بعد عامين من نمو بطيء. وتظهر استطلاعات الرأي أن روسيف مازالت تتمتع بشعبية واسعة لكنها بدأت تتراجع في الأسابيع القليلة الماضية للمرة الأولى منذ أن تولت الرئاسة في أوائل 2011.