أعلن المتمردون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا حال التأهب القصوى تحسباً لهجوم من جيش كييف عشية الانتخابات الاشتراعية المبكرة التي اختتمت حملتها أمس، ويتوقع أن تعزز نفوذ الموالين للغرب الذين انبثقوا من احتجاجات كييف قبل نحو سنة. واتجه رتل من الدبابات التابعة للمتمردين نحو مطار دونيتسك، حيث تتواصل المعارك منذ 4 أشهر للسيطرة عليه، في وقت أعلن الناطق العسكري أندريه ليسينكو جرح 8 جنود خلال الساعات ال24 الأخيرة في الشرق. واستبعد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو في أوديسا ليل الخميس، حصول نزاع «لأن منطقة حوض دونباس (شرق) لا يمكن أن تستمر بلا أوكرانيا». لكن الانفصاليين الذين يسيطرون على المنطقة يستعدون لتنظيم انتخاباتهم في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، في وقت أعلنت مفوضية الأممالمتحدة العليا للاجئين، أن أكثر من 824 ألف شخص اضطروا إلى ترك منازلهم شرق أوكرانيا بسبب النزاع المستمر منذ مطلع السنة. ودعا بوروشينكو الأوكرانيين إلى التصويت بكثافة «لإنجاز تشكيل السلطة الجديدة الذي بدأ في حزيران (يونيو)» مع توليه مهماته خلفاً للرئيس السابق الموالي لموسكو، فيكتور يانوكوفتيش، والذي فرّ إلى روسيا في شباط (فبراير). وكان بوروشينكو حل البرلمان بحجة أنه لا يستطيع أن يحكم بوجود برلمان يدعم سلفه يانوكوفتيش، ودعم قسم من النواب ال450 الذي انتخبوا في 2012 انفصاليي الشرق. ويمكن أن يتجاوز تنظيمان من ورثة «حزب المناطق» الذي رأسه الرئيس المخلوع يانوكوفيتش، هما «أوكرانيا قوية» و «كتلة المعارضة»، عتبة ال5 في المئة اللازمة لدخول البرلمان، فيما يستبعد فوز الشيوعيين بمقاعد. وبعد الانتخابات الاشتراعية، ستكون المهمة الأولى للرئيس تشكيل تحالف متين قادر على اعتماد إجراءات تقشف صعبة يطالب بها المانحون الدوليون، وفي مقدمهم صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية، علماً بأن رئيس الوزراء آرسيني ياتسينيوك حذر أول من أمس من أن أوكرانيا يجب أن تسعى لدى انتهاء الانتخابات الاشتراعية إلى نيل مساعدة إضافية من صندوق النقد الدولي. ومع اقتراب فصل الشتاء، على كييف المحرومة من الغاز الروسي منذ حزيران (يونيو) أن تحل أيضاً في شكل عاجل الخلاف على الغاز مع موسكو، والذي قد يعطل الإمدادات إلى أوروبا. وحضت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في مكالمة هاتفية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على «تقديم دعم حاسم» لحل هذا الخلاف، علماًً بأن اجتماعاً جديداً لبحث المسألة مقرر الأسبوع المقبل. وأشار مكتب المستشارة إلى أن الزعيمين اتفقا على ضرورة أن تجتمع «مجموعة الاتصال» التي تضم ممثلين من روسياوأوكرانيا والانفصاليين ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبية، لمناقشة الانتخابات والوضع الاقتصادي في المنطقة. وكان قائد الحلف الأطلسي (ناتو) الجنرال الأميركي فيليب بريدلاف صرح في المقر العسكري للحلف قرب مونز ببلجيكا، بأن «روسيا لا تزال تحتفظ بقوات في شرق أوكرانيا وتبقي على أخرى ذات قدرات كبيرة على الحدود، رغم تنفيذها انسحاباً جزئياً». وخلال زيارته الأولى لمقر الحلف، قال أمينه العام ينس شتولتنبرغ، إن «روسيا ما زالت تنتهك القانون الدولي عبر نشر قواتها شرق أوكرانيا، وتقوض استقرار الأوضاع في هذا البلد». في المقابل، حمّل بوتين في كلمة ألقاها أمام مجموعة باحثين سياسيين في نادي «فيدالي» الغرب مسؤولية أزمة أوكرانيا، ونفى اتهامات بأنه يسعى إلى بناء إمبراطورية أو محاولة تقويض سيادة دول مجاورة. وقال: «من يسمون أنفسهم منتصرين في الحرب الباردة يريدون نظاماً عالمياً جديداً يناسبهم فقط». وزاد: «ارتفعت أخطار الصراعات التي تضم قوى كبرى ارتفعت، وكذلك أخطار انتهاك معاهدات حظر الأسلحة، لذا ندعو الى إجراء محادثات حول الشروط المقبولة دولياً لاستخدام القوة لتفادي التدخل الأجنبي التعسفي في شؤون داخلية لدول أخرى». وشدد على أن روسيا بلد قوي بعد عقدين من انتهاء الحرب الباردة، وقال: «لن تتوسل رفع العقوبات الأميركية والأوروبية علينا بسبب أزمة أوكرانيا».