دعا السفير الروسي لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير شيزوف خلال لقائه صحافيين في بروكسيل، الاتحاد الأوروبي إلى عدم الإضرار بعملية السلام في أوكرانيا «عبر دعم حزب الحرب» الذي لم يحدد ماهيته. اعتبر شيزوف أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو «يملك مصلحة في نجاح وقف النار»، المطبّق منذ الجمعة الماضي بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في شرق البلاد، «خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الاشتراعية في 26 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، في مقابل حزب الحرب». وأكد السفير الروسي تمسك بلاده برفض انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي (ناتو)، وقال: «سيشكل ذلك في حال حصوله تحدياً غير مسبوق لأمن أوروبا يعتبر الأكبر منذ سقوط جدار برلين». وأعلنت كييف نهاية آب (أغسطس) الماضي عزمها على إحياء عملية الانضمام إلى الحلف الأطلسي، بعدما أوقفها في 2010 نظام الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو. وكانت دول سابقة في الكتلة الشيوعية انضمت على رغم معارضة موسكو إلى «الأطلسي»، وبينها بولندا وجمهوريات البلطيق الثلاث. وفي شأن العقوبات الأوروبية على روسيا، قال شيزوف: «يملك مجلس الأمن وحده حق فرض عقوبات. أما العقوبات الأوروبية على روسيا فهي ظالمة وماكرة، لأنها تستند إلى فرضية أن روسيا طرف في النزاع، وهو ما لم يحصل ولن يحصل أبداً». وفيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأوكراني بوروشينكو في اتصال هاتفي أول من أمس، أن موسكو لا تزال ملتزمة المساهمة في تسوية سلمية لأزمة أوكرانيا، وقع بوروشينكو قانوناً أقرّه البرلمان الشهر الماضي، ويُمهّد لفرض عقوبات اقتصادية على 172 روسياً و65 شركات روسية بينها «غازبروم» العملاقة لتصدير الغاز، للاشتباه في دعمها انفصاليي شرق أوكرانيا وتمويلهم. وغداة إصدار مكتب التحقيقات الأمنية الهولندية تقريراً عن اختراق «عدد كبير من الأجسام الفائقة السرعة» الطائرة الماليزية التي تحطمت في دونيتسك شرق أوكرانيا في 17 تموز (يوليو) وعلى متنها 298 شخصاً، حمّل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو سلطات كييف «المسؤولية الكاملة» لتحطم الطائرة «لأن الحادث وقع على ارضها». وقال شويغو خلال لقائه نظيره الماليزي هشام الدين حسين: «لو لم تقرر أوكرانيا حل مشاكلها الداخلية عبر اللجوء إلى القوات المسلحة والمدفعية الثقيلة، وبينها صواريخ وطيران، لما وقعت هذه المأساة». وأضاف: «وجهنا عشرة أسئلة إلى الأوكرانيين الذين قد تسمح أجوبتهم بإلقاء الضوء على ملابسات ما حصل، لكننا لم نتلقَ للأسف أي جواب على أي منها». وقد يشدد التقرير الضغط الغربي على موسكو المهددة بعقوبات اقتصادية أوروبية جديدة، خصوصاً بعدما قالت كييف إنها رصدت قبل بضعة أيام من المأساة دخول منظومة إطلاق صواريخ إلى أراضيها آتية من روسيا. أما انفصاليو شرق أوكرانيا فنفوا ضلوعهم في المأساة «لأننا لا نملك ببساطة تجهيزات تقنية تستطيع إسقاط الطائرة». على صعيد آخر، أعلنت منظمة العفو أنها وثقت أدلة على جرائم حرب ارتكبتها القوات الأوكرانية والانفصاليين في شرق أوكرانيا. وقال سليل شيتي، الأمين العام لمنظمة العفو: «بعض الانفصاليين وأفراد كتيبة أيدار الأوكرانية انتهكوا حقوق الإنسان خلال الصراع» الذي نعتبره صراعاً دولياً تشارك فيه روسيا».