تراجع الروبل الروسي الجمعة إلى مستوى قياسي جديد إزاء اليورو والدولار وذلك على خلفية الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية على موسكو، إضافة إلى تراجع أسعار النفط. والجمعة، ارتفع اليورو إلى 53 روبلاً قرابة الساعة 07:45 بتوقيت غرينتش، ليبلغ مستوى قياسياً تخشاه الأسواق والمستهلكون الأفراد. كذلك، تراجع الروبل إلى مستوى قياسي أمام الدولار الذي سجل 41.92 روبلاً في الوقت نفسه. ومنذ بداية تشرين الأول (أكتوبر)، سجّل الروبل تراجعاً بمستويات قياسية مقابل الدولار واليورو. وهذا التراجع إضافة الى انه يغذي التضخم ويؤثر على استهلاك الأسر، يكلف السلطات غالياً، إذ أن البنك المركزي ينفق بلايين الدولارات من خلال تدخلاته من أجل وقف حركة الانخفاض. والأزمة الأوكرانية التي دفعت الغربيين الى فرض عقوبات على روسيا لدورها المفترض في النزاع، تؤثر بشكل كبير على العملة الروسية، إضافة الى تأثير انخفاض أسعار النفط. فالذهب الأسود يؤمن مع الغاز غالبية عائدات الحكومة الروسية، في وقت بات إيجاد مصادر تمويل أكثر تعقيداً بسبب الأزمة. واعتبر وزير المال انتون سيلوانوف اليوم الجمعة أنه يتوجب تحضير "نسخة انقاذ" لمشروع موازنة 2015-2017 في حال استمر الوضع الراهن على حاله. وينظر الروس بقلق الى تدهور قيمة عملتهم الوطنية منذ بداية السنة، ما يؤدي الى تفاقم التضخم الذي يعززه الحظر الذي تفرضه موسكو على معظم المنتجات الغذائية من الدول الغربية التي تفرض عقوبات عليها. وهم يميلون الى إيداع مدخراتهم في العملات الصعبة مما يزيد من تفاقم الظاهرة. الى ذلك، يخضع الروبل لانعكاسات الهروب الكثيف لرؤوس الأموال بسبب الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية الغربية غير المسبوقة المفروضة على الاقتصاد الروسي الذي وصل الى حافة الانكماش حالياً. واليوم الجمعة، سجّلت بورصة موسكو انخفاضاً بحيث تراجع مؤشراها الرئيسيان بنسبة 0.47 في المئة ل"ميسكس" و0.89 في المئة ل"آر تي أس" .