انتقد المتحدث باسم الحكومة التركية حسين تشيليك قرار "منبر التضامن مع تقسيم" استمرار اعتصامه، محذراً من أنه في حال مضيه في قراره، قد يصبح هو "المخطئ" في النهاية. ونقلت صحيفة "حرييت" التركية عن تشيليك، قوله للصحفيين "في حال كانت المسألة مسألة حماية البيئة والطبيعة، فقد وصلت كافة الرسائل، وقد فهمها العالم أجمع"، غير أنه أضاف "إذا كنتم لا تريدون أن ينتهي بكم المطاف وأنتم مخطئون، فيما أنتم في الواقع على صواب، على سلوككم أن يبقى منطقياً". وأكّد تشيليك أن المسألة أصبحت أهم بكثير من مسألة بعض الأشجار، معتبراً أن "تمديد (التظاهرات) غير مبشّر". ومن جهة أخرى، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري، الحزب الرئيسي المعارض في تركيا، كمال كليشدار أوغلو، إنه يجب احترام قرار المتظاهرين باستمرار اعتصامهم. وأضاف أن "الشباب قرروا الاعتصام، وأجروا مباحثات طويلة"، مشيراً إلى أنه "بعد انتهاء هذه المباحثات، سنمتثل لأحكام الديمقراطية ونحترم قرارهم". يذكر أن الرئيس التركي، عبد الله غول، نوّه في وقت سابق اليوم، بالمباحثات الأخيرة التي أجرتها حكومة البلاد مع ممثلين عن المتظاهرين في منتزه "غيزي" باسطنبول، داعياً المحتجين إلى العودة إلى منازلهم. وكان "منبر التضامن مع تقسيم"، الذي يعد الجهة المنظمة الرئيسية التي تمثل حركة الاحتجاج المستمرة في منتزه غيزي باسطنبول، قال اليوم، إنه سيمضي في اعتصامه، رغم دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بإنهاء الاحتجاج. ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن بيان لمنبر "التضامن مع تقسيم"، بعيد لقاء أعضائه لمدة ساعة واحدة، "سنستمر بنضالنا". ويأتي هذا البيان بعد إصدار أردوغان إنذاره الأخير للمتظاهرين، الذي دعاهم فيه لإخلاء منتزه غيزي خلال 24 ساعة. وكان أردوغان، جدد أمس، دعوة المتظاهرين بمنتزه غيزي في اسطنبول إلى فض اعتصامهم، وأكّد أن رسالتهم وصلت، معلناً عن تنظيم حشد جماهيري، في الساعة الخامسة من مساء اليوم. وأكّد أردوغان أن حكومة ستلتزم بقرار المحكمة حول منتزه غيزي. يذكر أن أردوغان أجرى اجتماعاً مفاجئاً، أمس، مع 8 فنانين أتراك واثنين من أعضاء "منبر التضامن مع تقسيم"، وذلك بعد أيام على لقائه وفداً مكوناً من 11 شخصاً ممثلين للمحتجين في ميدان تقسيم، في مبنى الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة، حيث اقترح عليهم إمكانية إجراء استفتاء داخل مدينة اسطنبول، حول مصير منتزه غيزي. وكانت المظاهرات التي انطلقت قبل أسبوعين على خلفية بناء ثكنات عسكرية على الطراز العثماني تضم مسجداً في متنزه غيزي في ميدان تقسيم باسطنبول تحوّلت إلى أعمال عنف واسعة ومواجهات مع الشرطة توسّعت إلى مناطق عدة في البلاد، أصيب خلالها المئات بجروح كما قتل 4 أشخاص على الأقل.