رفض حزب "النور" السلفي في مصر اعتبار الوضع القائم على الساحة السياسية في البلاد حرباً بين معسكري "الإيمان والكفر"، معتبراً أن من يتصور ذلك مخطئ. وقال حزب "النور"، الذراع السياسي للدعوة السلفية، في بيان أصدره اليوم، إن "من يتصوّر أن المعركة بين أصحاب المشروع الإسلامي والمعادين له مخطئ في توصيفه"، موضحاً أن "كثيراً ممن يعارضون سياسات الرئيس محمد مرسي لا يعارضونه بسبب تبنيه المشروع الإسلامي". وأضاف إن "من بين المعارضين للرئيس، كانوا من المؤيدين له ولمشروعه، ومن المحبين للإسلام والشريعة الإسلامية، ولم يكونوا جبهة إنقاذ أو تيار شعبي أو تمرد"، رافضاً "الإيحاء بأننا كمصريين بصدد حرب أو معركة بين معسكرين، هما معسكر الإيمان ومعسكر الكفر". وقال الحزب إن "هذا الحشد الذي نراه الآن، والتعبئة والوعيد من الجانبيين يوحي بأجواء حرب، وبأننا مقبلون على صدام سيخسر فيه الجميع، ولن يكون هناك منتصر لأن الخاسر الأكبر هو مصر والثورة"، مطالباً ب"مواجهة الحقيقة والبحث عن أسباب الاحتقان غير العادي في الشارع، حتى عند كثير من أبناء التيار الإسلامي نفسه، وعدم دفن رؤوسنا في الرمال واختزال القضية على أنها مؤامرة". وأضاف "نحن لا ننفي أن هناك متآمرين ومأجورين وخونة، يريدون استغلال هذا الاحتقان لإفشال الثورة، وإحداث حال من الفوضى في البلاد، يجب أن نسد عليهم الطريق بالسعي الجاد والسريع لعلاج الأسباب، وإجراء مصالحة وطنية حقيقية وحوار حقيقي". وكانت قوى وتيارات وأحزاب مصرية معارضة دعت لتظاهرات حاشدة في الثلاثين من حزيران (يونيو) الجاري، لمناسبة مرور عام كامل على تولي الرئيس محمد مرسي الرئاسة رسمياً، لمطالبته ب"الرحيل وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بسبب ما تعتبره فشل النظام في إدارة شؤون البلاد وتردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب المصري".